للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالى»، واستمرّ ذلك يكتب من بعده للحنفى «الجناب العالى» إلى اليوم.

وفيه توفّى قاضى قضاة المالكية شمس الدين بن يوسف الركراكى، وتولّى القاضى شهاب الدين أحمد [النحريرى، واستقرّ قاضى قضاة المالكية] (١)، عوضا عن الركراكى، أقام القاضى شهاب الدين أحمد النحريرى فى القضاء أربعين يوما وعزل؛ وتولّى بعده القاضى ناصر الدين محمد بن محمد التنسى (٢)، وأقام فى هذه الولاية إلى آخر دولة برقوق.

وفيه جاءت الأخبار، بأنّ منطاش تزايد أمره، وقويت شوكته، وكثر عسكره؛ فلما تحقّق السلطان ذلك، عرض العسكر، ونفق عليهم، وبرز خيامه فى الريدانية.

فلما كان يوم الاثنين ثانى عشرين شعبان، خرج السلطان فى موكب عظيم، وطلّب طلبا حافلا، وخرج صحبته الخليفة المتوكّل على الله، والقضاة الأربعة، وسائر الأمراء، والعسكر؛ فلما استقرّ بالمخيم السلطانى (٣)، طلب حسين بن باكيش، الذى كان نائب غزّة، فلما حضر من خزانة شمايل أمر بتوسيطه، فوسّط بحضرته، ووسّط فى ذلك اليوم جماعة من حاشية منطاش.

ثم إنّ السلطان جعل الأمير كمشبغا الحموى، نائب الغيبة بمصر، إلى أن يعود السلطان إليها، وكان كمشبغا من حين حضر من حلب وهو مقيم بمصر (٤)، فاختاره أن يكون نائب الغيبة إلى أن يعود (٥)؛ ورسم للأمير سودون الفخرى، نائب السلطنة، بأن يقيم بالقلعة إلى أن يعود السلطان؛ [ورسم للأمير بجاس النوروزى بأن يقيم بالإيوان، الذى بالقلعة، إلى أن يعود السلطان] (٦)، وترك عنده من المماليك خمسمائة مملوك؛ وترك بالقاهرة من الأمراء قطلوبغا الصفوى، حاجب الحجّاب، والأمير بتخاص السودونى، ومن (٧) الحجّاب، والأمراء العشراوات، عشرين أميرا.


(١) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ٤١ ب.
(٢) التنسى: فى طهران ص ٣٣ آ: السبتى؛ وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٤ آ: البستى.
(٣) بالمخيم السلطانى: بالخيم السلطان.
(٤) بمصر: فى فيينا ص ٤٢ آ: بالقاهرة.
(٥) يعود: فى فيينا ص ٤٢ آ: يعود السلطان.
(٦) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ٤٢ آ.
(٧) ومن: فى فيينا ص ٤٢ آ: وترك بها من.