للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منطاش، ويقال (١) إنّه خنق؛ وكان فقيها، محدّثا بارعا، واعظا. - وفيه خنق حسين ابن الكورانى، الذى كان والى القاهرة فى أيام منطاش، واستمرّ مسجونا بخزانة شمايل حتى خنق. - وفيه توفّى الشيخ جلال الدين [التبانى] (٢) الحنفى، وكان من أعيان الحنفية.

وفيه جاءت الأخبار بأنّ السلطان أرسل إلى دمشق بقتل جانتمر، أخو طاز، نائب الشام، وابنه، والطواشى طقطاى، والشيخ فتح الدين محمد بن الشهيد الدمشقى، صاحب ديوان الإنشاء بدمشق، فضرب أعناقهم فى الصحراء؛ وكان الشيخ فتح الدين يميل إلى منطاش، وإذا خطب بدمشق يحطّ على [الظاهر] (٣) برقوق فى خطبته، فاستمرّ فى خاطره منه حتى قتله؛ وكان الشيخ فتح الدين هذا عالما فاضلا، وله تصانيف جيّدة، وله شعر رقيق، فمن ذلك قوله:

سهل الخدود عزيز وصل من يرم … يوما جنا وجناته لم يستطع

إن رمت لثم الخدّ منه، قال لى … لا تطمعنّ فإنّ سهلى ممتنع

وفيه توفّى بدمشق الشيخ شمس الدين المزين، وكان من أعيان الناس بدمشق، وهو عالم فاضل، وله شعر جيّد، وكان من شعراء دمشق، بارعا فى الشعر، فلما بلغ الشيخ عزّ الدين [الموصلى] (٤) وفاتهما بدمشق، أنشأ يقول:

دمشق قالت لنا مقالا … معناه فى ذا الزمان بيّن

اندمل الجرح واستراحت … ذاتى من الفتح والمزيّن

وفى شعبان، عزل قاضى قضاة الحنفية مجد الدين إسمعيل الكيمانى (٥)، وقرّر فيها القاضى جمال الدين محمود القصيرى، ونزل من القلعة فى موكب حافل جدّا؛ وكتب فى توقيعه: «الجناب العالى»، وكانت العادة الجارية أن يكتب له: «المجلس


(١) ويقال إنه خنق: فى فيينا ص ٤١ آ: واستمر فى خزانة شمايل حتى خنق.
(٢) [التبانى]: عن فيينا ص ٤١ آ. وفى الأصل: الشافعى الحنفى.
(٣) [الظاهر]: عن فيينا ص ٤١ آ.
(٤) [الموصلى]: عن طهران ص ٣٢ آ، وأيضا باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٤ آ.
(٥) الكيمانى: فى فيينا ص ٤١ ب: الكنانى.