للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان دخوله من بين الترب، فدخل والخليفة المتوكّل على الله قدّامه، والقضاة الأربعة، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وسائر الأمراء، وأرباب الوظائف من المباشرين وأعيان الناس؛ ودخل السلطان برقوق، وإلى جانبه الملك المنصور أمير حاج راكبا عن يمينه، وحملت القبّة والطير على رءوسهما، ولعبوا قدّامهما بالغواشى الذهب، [ولاقتهما المغانى، وانطلقت النساء فى الطرقات بالزغاريت] (١)، وكان يوما مشهودا.

فلما وصل الظاهر برقوق إلى تربة ألطنبغا الطويل، فرشت له الشقق الحرير، فلما وصل إلى أوائل الشقق، أثنى عنان فرسه عن الشقق، وأشار للملك المنصور بأن يمشى بفرسه على الشقق، جبرا الخاطرة، فدعوا (٢) له الناس بالنصر.

فلما وصل إلى الرملة طلع إلى باب السلسلة، وكان له يوم مشهود لم يسمع بمثله، [فلما أتى إلى باب السلسلة] (٣) جلس بالمقعد الذى به، وجلس الخليفة المتوكّل على الله (٤)، والقضاة الأربعة، والملك المنصور والأمراء.

ثم إنّ القضاة استعذروا للملك المنصور ثانيا، فأعذر أنّه ليس له فى البيعة الأولى حقّ، ولا استحقاق، ولا ولاء.

ثم إنّ الملك الظاهر قال للملك المنصور: «اطلع سلّم على أمّك»، فقام الملك المنصور، وقدّموا له الفرس على سلّم المقعد الذى فى الاصطبل، فلما ركب عضّده (٥) الملك الظاهر من تحت إبطه حتى ركب، وقد بالغ فى تعظيمه جدّا، فدعوا له الناس بالنصر.

فلما طلع الملك المنصور دخل إلى دور الحريم، وهو فى غاية التعظيم، بخلاف من تقدّمه من أقاربه، فلما دخل إلى دور الحريم أقام [بها] (٦) محتفظا به.

وهو آخر من تولّى السلطنة من بنى قلاون، وبه زال (٧) عنهم الملك إلى الآن،


(١) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ٣٥ آ.
(٢) فدعوا: فدعو.
(٣) ما بين القوسين عن فيينا ص ٣٥ آ.
(٤) على الله: بالله.
(٥) عضده: عضضه.
(٦) [بها]: عن فيينا ص ٣٥ آ.
(٧) زال: زل.