للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنادى الأمير بطا فى القاهرة بالزينة، ودقّت البشائر بالقلعة سبعة أيام.

ثم إنّ الأمير بطا أرسل بالإفراج عن جماعة من الأمراء، من الذين كانوا فى السجن بثغر الإسكندرية، وبثغر دمياط، وهم: الأمير قنق باى السيفى ألجاى، والأمير مقبل الرومى، والأمير ألطنبغا العثمانى، والأمير عبدون (١) العلاى، والأمير مامق؛ فلما حضروا أقاموا فى بيوتهم إلى أن يحضر السلطان.

ثم إنّ الأمير بطا قبض على حسين بن الكورانى، والى القاهرة، وضربه بالمقارع، وسجنه، فإنّه كان فى قلب المماليك الظاهرية منه، بسبب أنّه كان يكبس عليهم الحارات والاصطبلات، ويسجنهم (٢) فى خزانة شمايل؛ ثم إنّ بطا قبض على جماعة من حاشية منطاش؛ ثم إنّ الأمير بطا أخلع على الصارمى، واستقرّ به والى القاهرة، عوضا عن حسين بن الكورانى؛ وكان الأمير بطا يتصرّف فى أمور المملكة قبل مجئ الظاهر برقوق.

ثم حضر الأمير سودون الطيّار، وأخبر أنّ الظاهر برقوق قد وصل إلى الصالحية (٣)، فخرج إلى ملاقاته غالب الناس من الأعيان.

فلما كان يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول، وصل السلطان إلى بركة الحاج، فخرج الناس إليه قاطبة، من الأمراء والعلماء وأعيان الناس؛ حتى خرج إليه طائفة اليهود والنصارى، وبأيديهم الشموع والرايات، وخرج إليه طائفة الحبوش (٤)، ومعهم سنجق (٥) وطبل وهم يرقصون، وجاء إليه طائفة [من] (٦) الصيادين ومعهم الشّباك.

فلما كان (٧) يوم الأربعاء سادس عشر ربيع الأول (٨)، دخل السلطان فى موكب حافل،


(١) عبدون: كذا فى الأصل، وأيضا فى المخطوطات: طهران ص ٢٧ آ، لندن ٧٣٢٣ ص ٣٠ ب، فيينا ص ٣٤ ب، وكذلك فى طبعة بولاق ج ١ ص ٢٨٨. وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٠ ب: عيدون.
(٢) ويسجنهم: فى فيينا ص ٣٤ ب: ويخزنهم.
(٣) الصالحية: الصالحة.
(٤) الحبوش: يعنى من الحيشة.
(٥) سنجق: صنجق.
(٦) [من]: تنقص فى الأصل.
(٧) فلما كان: فكان.
(٨) سادس عشر ربيع الأول: كذا فى الأصل، وكذلك فى طهران ص ٢٧ ب، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ٣١ آ، وكذلك فى فيينا ص ٣٤ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤١ آ. ولكن فى طبعة بولاق ج ١ ص ٢٨٩: خامس عشر صفر.