للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن الغلاء وقع فى العسكر، وعزّ الشعير والتبن جدّا، حتى أبيع كل بقسماطة بخمسة دراهم شامية، فضجّ العسكر من ذلك، وصار الفرس بباع بعشرين درهما، والجمل بعشرة دراهم، وذلك لعدم العليق، لأنّه كان ما يوجد، وبلغت القطعة السكّر بثقلها فضّة، ولا توجد.

فلما رأى برقوق ذلك، عزم على التوجّه إلى الديار المصرية، فأخلع عند رحيله على الأمير إياس الجرجاوى، واستقرّ به نائب صفد؛ وأخلع على الأمير قديد القلمطاوى (١)، واستقرّ به نائب الكرك؛ ثم إنّه رسم للعسكر بأن يتقدّموا قبله إلى مصر، فرحلوا من شقحب، وبقى الظاهر برقوق، والخليفة المتوكّل على الله (٢)، والقضاة الأربعة، وبعض عسكر.

فلما بلغ ذلك منطاش، خرج من الشام، ومعه نحو مائتى إنسان من عسكر دمشق، فلما قرب من برقوق، وقف على تلّ عال (٣) قبالة برقوق، فركب الملك الظاهر برقوق، وأتى إليه فوقفا ساعة طويلة، ثم رجع منطاش إلى الشام، ورحل الظاهر برقوق من شقحب، ولم يقع بينهما قتال.

فلما وصل الظاهر برقوق إلى غزّة، قبض على نائب غزّة، حسين بن باكيش، وقد تقدّم ما وقع منه فى حقّ الظاهر برقوق، لما خرج من الكرك، فلما قبض على نائب غزّة، قيّده وأخذه صحبته؛ ثم أخلع على العلاى على (٤)، واستقرّ نائب غزّة، عوضا عن حسين بن باكيش.

فلما كان يوم الأربعاء ثامن ربيع الأول، حضر آقبغا اللكاش (٥)، وهو أخو الأمير بطا، وأخبر أنّ السلطان [برقوق] (٦) خرج من غزّة، وهو قاصد نحو الديار المصرية،


(١) القلمطاوى: كذا فى طهران ص ٢٦ ب، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ٣٠ ب، وكذلك فى طبعة بولاق ج ١ ص ٢٨٨. وفى الأصل: القلمطاى.
(٢) على الله: بالله.
(٣) عال: عالى.
(٤) العلاى على: كذا فى الأصل، وأيضا فى المخطوطات الأخرى.
(٥) آقبغا اللكاش: كذا فى الأصل.
(٦) [برقوق]: عن فيينا ص ٣٤ ب.