للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسيف، فمات من وقته، فخافوا البقيّة وهربوا.

ثم إنّ المماليك عبثوا فى باب السلسلة وخلعوه، ونزلوا منه إلى الرملة، وذلك كله تحت الليل؛ فلما بلغ الأمير صراى تمر ما فعلوه المماليك، نزل من سور القلعة بالحبل (١)، وتوجّه إلى بيت الأمير قطلوبغا، الحاجب.

فلما طلع النهار، فتحوا أبواب القلعة جميعها، ونزّلوا المماليك الذين (٢) كانوا فى الأبراج إلى الرملة؛ ثم إنّ المماليك توجّهوا إلى خزانة شمايل، فأخرجوا من كان فيها مسجونا من المماليك الظاهرية؛ فلما تحايوا هجموا وطلعوا إلى باب السلسلة، فأخذوا ما كان فى الاصطبل من الخيول والبغال؛ ثم إنّهم طلعوا إلى الطبلخاناة السلطانية، وأحضروا جماعة من الغلمان والعبيد، وقالوا لهم يدقّوا الكوسات حربى.

ثم [إنّ] (٣) الأمير صراى تمر، والأمير قطلوبغا، الحاجب، ركبا ولبسا آلة الحرب، ووقفا بسوق الخيل.

وكان رأس هذه الفتنة التى أثاروها المماليك الذين (٢) نقبوا الحبس، ونقبوا نقبا من طبقة الأشرفية، ونزلوا إلى الاصطبل، كما تقدّم، وهو شخص من الأمراء العشراوات، يقال له بطا الطولوتمرى، فلما هجم وطلع إلى باب السلسلة، ملكه من غير مانع، وكان هذا من جملة سعد الملك الظاهر برقوق، فإنّ طوالعه كانت كلها سعيدة؛ وهذه الحركة التى (٤) فعلوها هؤلاء (٥) المماليك، وهم فئة قليلة، كان يعجز عنها الألوف من العساكر، ولكن إذا أراد الله أمرا سبّب له الأسباب.

فلما ركب الأمير صراى تمر، والأمير قطلوبغا، وقفا بسوق الخيل (٦)، ونزل إليهما الأمير بطا، ومعه جماعة من المماليك الظاهرية، فتحاربوا [معهما] (٧)، فكان


(١) بالحبل: بالجبل.
(٢) الذين: الذى.
(٣) [إن]: تنقص فى الأصل.
(٤) التى: الذى.
(٥) هؤلاء: هولاى.
(٦) بسوق الخيل: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٩ آ، وأيضا فى فيينا ص ٣٢ ب. ولكن فى طهران ص ٢٥ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٩ ب: بباب الجبل.
(٧) [معهما]: عن فيينا ص ٣٢ ب.