للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم جاءت الأخبار من بعد ذلك، أنّ أينال اليوسفى خرج من السجن، وملك قلعة صفد، وسبب ذلك أنّه كان مسجونا بقلعة صفد، وكان لنائب صفد دوادار يسمّى يلبغا السالمى، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق؛ فلما خرج نائب صفد من المدينة، وتوجّه إلى دمشق، ليساعد (١) نائب دمشق على قتال برقوق، فصارت صفد خالية بلا نائب، فاتّفق يلبغا السالمى، مع حاجب صفد، ونائب القلعة، على أن يخرجوا أينال اليوسفى، وقجماس قريب الملك الظاهر برقوق، فلما خرجوا من السجن ملكوا القلعة بصفد؛ [فلما سمع قطلوبك] (٢) ما جرى، رجع إلى صفد، وأراد أن يدخل دار السعادة، أرموا عليه بالمدافع وطردوه عن المدينة، واستولى أينال اليوسفى على القلعة والمدينة، ونهب حواصل قطلوبك، نائب صفد، فقويت شوكة الظاهر برقوق.

ثم جاءت الأخبار بأنّ نائب حماة، ونائب صفد، قد وصلا إلى قطيا، وهم هاربين (٣) من الملك الظاهر برقوق، فلما سمع الأتابكى منطاش ذلك، تشوّش إلى الغاية، وتغيّرت أحواله. - وفيه توفّى الأمير أشقتمر (٤) الماردينى.

وفى ذى الحجّة، أمر منطاش بعقد مجلس بالقصر الكبير، وطلب الخليفة المتوكّل على الله، والقضاة الأربعة، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى؛ فلما حضروا وتكامل المجلس، عرض عليهم الأتابكى منطاش فتية (٥) شرحها، وهى: «ما تقول السادة العلماء فى رجل خلع الخليفة، وقيّده وسجنه، من غير ذنب ما، يوجب ذلك، وقتل رجلا شريفا فى الشهر الحرام فى البلد الحرام، واستحلّ أخذ أموال الناس بغير حقّ، واستعان بالكفّار على قتال المسلمين»؟ فكتبوا من هذا السؤال عدّة نسخ (٦).


(١) ليساعد: يساعد.
(٢) ما بين القوسين عن طهران ص ٢٢ آ، وقد ورد أيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٧ ب. أما فى فيينا ص ٢٨ آفقد جاء: فلما بلغ نائب صفد.
(٣) وهم هاربين: كذا فى الأصل.
(٤) أشقتمر: كذا فى الأصل.
(٥) فتية: كذا فى الأصل، ويعنى: فتوى.
(٦) نسخ: فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٦ آ: مشايخ.