للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنّ العربان قد أحاطوا به وهو فى المحاصرة؛ ولم يكن لهذا الخبر صحّة، وإنّما الظاهر برقوق أرسل هذا الهجّان بهذا الخبر إلى مصر، حتى يبطل أمر التحريدة التى عيّنت إليه، إلى أن تستقيم أحواله، فلما سمع الأتابكى منطاش هذا الخبر، ظنّ أنّه صحيح، فأخلع على الهجّان كاملية صوف بسمور (١)، وبطل أمر التجريدة، التى كانت قد عيّنت إليه، فهذه كانت أول مكيدة صعدت من يد برقوق، [حتى أبطل أمر التجريدة إلى أن يستقيم أمره] (٢).

وفيه جاءت الأخبار بأنّ مماليك الظاهر برقوق، الذين (٣) كانوا قد نفوا إلى قوص، قد قتلوا والى قوص، وخرجوا عن حمية من وادى القصب، وطلعوا إلى السويس، وتوجّهوا من التيه إلى الكرك، وأتوا إلى أستاذهم برقوق، [وكانوا] (٤) نحو ثلثماية [مملوك] (٥)، فقويت شوكته (٦).

ثم جاءت الأخبار بأنّ كمشبغا الحموى، نائب حلب، التفّ على برقوق، وقد خرج عن الطاعة؛ ثم جاءت الأخبار أنّ برقوق قد خرج من الكرك وهو قاصد نحو الشام، فاضطربت أحوال منطاش

ثم جاءت الأخبار بأنّ نائب غزّة، حسام الدين بن باكيش، جمع عربان نابلس، ولاقى (٧) برقوق وتحارب معه، فانكسر برقوق ونهب بركه؛ فلما وصل إلى شقحب، خرج إليه عسكر دمشق وتحارب معه، فكان بينهم [وبينه] (٨) وقعة (٩) عظيمة، قتل بها ستة عشر أميرا من أمراء دمشق، وقتل نحوا من خمسين مملوكا، فلما جاءت الأخبار إلى منطاش، فسرّ بها.


(١) بسمور: بصمور.
(٢) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ٢٧ ب - ٢٨ آ.
(٣) الذين: الذى.
(٤) [وكانوا]: تنقص فى الأصل.
(٥) [مملوك]: عن فيينا ص ٢٨ آ.
(٦) شوكته: شوكة.
(٧) ولاقى: ولاقا.
(٨) [وبينه]: تنقص فى الأصل.
(٩) وقعة: كذا فى الأصل.