للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان نائب الكرك يحضر كل ليلة [فى رمضان] (١) يفطر مع السلطان برقوق، فلما حضر البريدى لم يحضر نائب الكرك تلك الليلة، فتشوّش برقوق لذلك، وأرسل خلف النائب، فما حضر إلا بعد جهد كبير، فلما حضر أكل مع السلطان على العادة.

فلما فرغ السماط، دخلوا أقارب الحاج عبد الرحمن البابا على [الشهاب] (٢) البريدى، وهو فى الطارمة، فقتلوه أشرّ قتلة؛ ثم دخلوا على نائب الكرك وأرادوا قتله، فاستجار بالسلطان، فمنعهم من قتله، فقبضوا عليه وسجنوه؛ فلما طلع النهار ملك برقوق قلعة الكرك، فهذه الحركة كانت مبتدأ سعد برقوق، وقد قاسى من المحن مشقّات (٣) عظيمة، كما قيل [فى المعنى] (٤):

على قدر فضل المرء تأتى خطوبه … ويعرف عند الصبر فيما يصيبه

ومن قلّ فيما يتّقيه اصطباره … فقد قلّ فيما يرتجيه نصيبه

وفيه جاءت الأخبار بذلك، فاضطربت (٥) أحوال منطاش، وعرض العسكر، وعيّن تجريدة إلى برقوق.

وفيه تولّى قضاء المالكية الشيخ تاج الدين [بن] بهرام بن عبد الله الزبيرى، عوضا عن ابن خير، [فلما مات ظهر له موجود من الذهب، ألفين وثلثماية ألف دينار] (٦).

[وفيه عزل القاضى الشافعى ناصر الدين بن ميلق، وتولّى عوضه القاضى صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوى] (٧).

وفى ذى القعدة، حضر شخص من العربان، وأخبر أنّ الظاهر برقوق، لما جرى منه ما جرى، طردوه أهل الكرك، وأنزلوه من القلعة [فخرج] (٨) عن المدينة،


(١) [فى رمضان]: عن فيينا ص ٢٧ آ.
(٢) [الشهاب]: عن فيينا ص ٢٧ ب.
(٣) مشقات: مشقاه.
(٤) [فى المعنى]: عن فيينا ص ٢٧ ب.
(٥) فاضطربت: اضطربت.
(٦) ما بين القوسين «فلما مات … دينار»: نقلا عن فيينا ص ٢٧ ب.
(٧) ما بين القوسين «وفيه عزل … المناوى» نقلا عن طهران ص ٢١ ب، وقد ورد أيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٥ آ، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٧ آ، وأيضا فى فيينا ص ٢٧ ب. وقد سقط هنا فى الأصل.
(٨) [فخرج]: نقلا عن فيينا ص ٢٧ ب.