للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وركّز الأمير تنكزبغا اليلبغاوى فوق مدرسة السلطان حسن، وركّب عليها المكاحل بالمدافع، وصار يرمى على من يمشى (١) فى الرملة.

فلما تسامع به العسكر، ومماليك الظاهر برقوق الذين (٢) كانوا مختفيين، أتوا إلى عنده، وكذلك مماليك الأسياد، ومماليك الأشرف شعبان؛ فما جاء العصر حتى تكامل عند منطاش نحو ألف مملوك، وكان معه أول ما ركب أربعين مملوكا لا غير، فقويت شوكته على يلبغا الناصرى.

ثم إنّ يلبغا الناصرى نزل إلى باب السلسلة، وعلّق السنجق (٣) السلطانى، فطلع إليه من كان من عصبته، فحصل بين يلبغا ومنطاش وقعة (٤) لم يسمع بمثلها، وآخر الأمر انتصر منطاش على يلبغا الناصرى؛ وقتل فى ذلك اليوم جماعة كثيرة من الفريقين.

فلما رأى من كان مع يلبغا الناصرى، أنّ منطاش قد راج أمره، تسحّب من كان عند يلبغا الناصرى من الأمراء والعسكر، وأتى إلى عند منطاش.

فلما رأى يلبغا الناصرى أنّ حاله قد تلاشى، هرب تحت الليل، هو وجماعة من الأمراء، وهم: ألأبغا العثمانى، الدوادار، وآقبغا الجوهرى، وكشلى (٥)، فخرجوا هم ويلبغا الناصرى من باب القرافة، وتوجّهوا من تحت الجبل الأحمر، وقصدوا نحو خانقة سرياقوس؛ فلما هرب الأتابكى يلبغا الناصرى، طلع منطاش إلى القلعة، وملك باب السلسلة، واستولى على حواصل يلبغا الناصرى.

ثم بعد يومين، مسك يلبغا الناصرى والأمراء الذين (٢) معه، وقد قبضوا عليهم من بلبيس؛ فلما حضروا بين يدى منطاش، قيّد الأتابكى يلبغا الناصرى، وحبسه فى قاعة


(١) يمشى: تمشى.
(٢) الذين: الذى.
(٣) السنجق: الصنجق.
(٤) وقعة: كذا فى الأصل.
(٥) وكشلى: كذا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٦ ب، وكذلك فى فيينا ص ٢٦ آ. وقد ورد الاسم «كشلى» هنا فيما سبق ص ٣٤ س ٣. أما فى طهران ص ٢٠ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٤ آ، وأيضا هنا فى الأصل، فقد ورد الاسم «كشكى»، وفى طبعة بولاق ج ١ ص ٢٧٩: كشكلى.