للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كسر الجرّة عمدا … وسقى الأرض شرابا

صحت والإسلام دينى … ليتنى كنت ترابا

وفى رمضان، توفّى قاضى القضاة جمال الدين عبد الله بن خير المالكى، وكان من أعيان المالكية.

وفيه وقعت الفتنة بين منطاش وبين يلبغا الناصرى، ودبّت بينهما عقارب الفتن، وكانوا فى الصحبة (١) على السرّاء والضرّاء، لا يفرّق بينهما إلا سواد الليل، فكان كما قيل فى المعنى:

[لا تركنن إلى الخريف فماؤه … مستوخم وهواه خطّاف] (٢)

يمشى مع الأجسام [مشى صديقها … ومن الصديق على الصديق يخاف] (٢)

ثم إنّ الأمير منطاش انقطع فى بيته، وأظهر (٣) أنّه مريض، فأقام على ذلك أياما، فتوجّه إليه الأمير ألطنبغا الجوبانى، رأس نوبة كبير، ليسلّم عليه، فلما دخل إلى بيته قبض عليه.

فلما كان يوم الاثنين سادس عشر شعبان (٤)، فى وقت الظهر، والناس مقيّلة فى بيوتهم، ركب الأمير منطاش هو ومماليكه [ولبسوا آلة الحرب] (٥)، وكانوا نحو أربعين مملوكا، فلما ركب، هجم الاصطبل السلطانى، ودخل من باب السلسلة، وأخذ الخيول التى (٦) فى الاصطبل السلطانى، ثم توجّه إلى بيت آقبغا الجوهرى، الأستادار، فنهب بيته وكل ما (٧) فيه، حتى رخامه، والتفّ عليه جماعة من الزعر والعيّاق (٨).


(١) الصحبة: الصحابة.
(٢) ما بين القوسين بياض فى الأصل، وقد ورد فى جميع المخطوطات الأخرى: طهران ص ٢٠ آ، لندن ٧٣٢٣ ص ٢٣ ب، باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٦ آ، فيينا ص ٢٥ ب.
(٣) وأظهر: وأظفر.
(٤) شعبان: كذا فى طبعة بولاق ج ١ ص ٢٧٨. وقد وردت فى الأصل، وكذلك فى المخطوطات الأخرى: رمضان.
(٥) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ٢٥ ب.
(٦) التى: الذى.
(٧) وكل ما: وكلما ما.
(٨) الزعر والعياق: الزعو العياق.