للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفرج عنه؛ وقبض عليه مرّة أخرى، ثم أفرج عنه، واستقرّ به نائب حلب؛ ثم إنّ برقوق أرسل مراسيم على يد الأمير تلكتمر، الدوادار الثانى، إلى حلب بأنّ سودون المظفرى يقبض على يلبغا الناصرى، ويخنقه فى قلعة حلب، فلما تحقّق يلبغا ذلك، تأكّدت العداوة بينه وبين الظاهر برقوق، وجرى منه ما جرى، وصارت العداوة بينهما تتزايد إلى أن تجاوزت الحدّ فى ذلك، كما قيل فى المعنى:

توقّع كيد من خاصمت يوما … ولا تركن إلى ودّ الأعادى

فإنّ الجرح ينكث بعد حين … إذا كان البناء على فساد

وقال آخر:

الجرح يبرأ ولكن كلما نظرت … عين الجريح إليه جدّد الوجعا

وفيه بلغ يلبغا الناصرى مناه من الظاهر برقوق، وقيّده كما فعل به، ونفاه.

وفى رجب، أمر الأتابكى يلبغا الناصرى بإراقة الخمور، فكسر منها خمسة آلاف جرّة، تحت القلعة فى الرملة، وكبس الحارات التى يباع فيها الخمر، وقام فى ذلك قياما عظيما.

وفيه أخلع على القاضى بدر الدين محمود الكلستانى (١) الحنفى، وقرّره فى قضاء العسكر. - وفيه أحدث منطاش الزّمر المنطاشى بالقاهرة، وكان قبل ذلك ما عهد بها.

وفى شعبان (٢)، توفّى الشيخ بدر الدين ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، توفّى فى حياة والده، وكان عالما فاضلا، بارعا فى العلوم، ناظما ناثرا، وكان من أذكياء العالم، مولده سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وكان لطيف الذات، رقيق الحاشية، كثير العشرة للناس، ومن نظمه [الرقيق قوله فى واقعة حال] (٣):


(١) الكلستانى: الكسلتانى، وسوف يذكر الاسم «الكلستانى»، صحيحا مرة أخرى هنا فيما يلى، وهو «الكلستانى» أيضا فى فيينا ص ٢٥ آ، وكذلك فى طبعة بولاق ج ١ ص ٣٠٣ و ٣١٥. أما فى طهران ص ١٩ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٢٣ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣٦ آفهو «الكسلكانى».
(٢) شعبان: كذا فى المخطوطات: طهران ص ٢٠ آ، ولندن ٧٣٢٣ ص ٢٣ آ، وباريس ١٨٢٢ ص ٢٣٦ آ، وفيينا ص ٢٥ آ. وقد جاءت فى الأصل: رمضان.
(٣) ما بين القوسين عن فيينا ص ٢٥ ب، وفى الأصل: الواقعة قوله.