للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجرة الأماكن، وخراج الأراضى، سنة كاملة، وتبقى الأوقاف على حالها، وانفصل المجلس على ذلك؛ ورسم السلطان لمحتسب القاهره، بأن يتولّى جبى الأموال من الناس، فأخذوا فى أسباب ذلك.

ثم إنّ السلطان عيّن تجريدة، وعيّن بها جماعة من الأمراء، وهم: ألطنبغا المعلّم، أمير سلاح، وقردم الحسنى، رأس نوبة كبير، ويونس النوروزى، الدوادار، وسودون باق، أحد المقدّمين؛ وعيّن من الأمراء الطبلخانات ثمانية، ومن الأمراء العشراوات عشرة؛ وعيّن من المماليك السلطانية ثلاثمائة مملوك، ونفق عليهم، وأخذوا فى أسباب السفر، والتوجّه إلى حلب والإقامة بها إلى [أن] (١) يحضر السلطان.

ثم إنّ السلطان رسم بأخذ زكاة الأموال من التجّار، وندب إلى ذلك القاضى الطرابلسى الحنفى.

وفى رجب، خرجت التجريدة من القاهرة فى تجمّل زائد، واستمرّت الأطلاب تنسحب من باكر النهار إلى قريب الظهر، وكان يوما مشهودا.

فلما خرجت التجريدة، اشتدّ الأمر على الناس، وجيت الأموال منهم غصبا بالعصاة (٢)، فجبوا ذلك من الناس فى يوم واحد؛ ثم فرج الله عنهم، وجاءت الأخبار بأنّ تمر لنك رجع إلى بلاده، وأنّ ولده قد قتل، فسكن الاضطراب، ورسم السلطان بإعادة ما أخذوه من الناس، فتزايدت أدعية الناس له بالنصر، وقد قيل:

تصبّر إنّ عقبى الصبر خير … ولا تجزع لنائبة تنوب

فإنّ اليسر بعد العسر يأتى … وعند الضيق تنكشف الكروب (٣)

وكم جزعت نفوس من أمور … أتى من دونها فرج قريب

وفى شهر شعبان، انفصل قاضى القضاة الشافعى بدر الدين أبو البقا السبكى؛ وأخلع السلطان على الشيخ ناصر الدين محمد بن الميلق، واستقرّ قاضى القضاة الشافعية، عوضا عن


(١) [أن]: تنقص فى الأصل.
(٢) بالعصاة: كذا فى الأصل، وكذلك فى جميع المخطوطات الأخرى. -- الأخبار: فى فيينا ص ١٥ آ: الأخبار من حلب.
(٣) الكروب: الكروف.