للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقرب من ذلك؛ أنّ الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق لما تسلطن، ضرب دنانير، وهى المناصرة، فجعلوا اسمه فى دائرة، فلما رآها يوسف، ناظر الخاص، قال لمعلّم دار الضرب: «قد ضيّقت على عثمان قوى»، فكان الأمر كذلك. - ووقع مثل ذلك للملك المؤيد أحمد بن أينال، أنّه لما تسلطن، ضرب دراهم فضّة، فجعلوا اسمه فى دائرة، فلما عرضوا ذلك عليه، تطيّر منه، ورسم لمعلّم دار الضرب أن يغيّر تلك السكّة، ومع ذلك قيّدوه (١)، وهذا مجرّب.

وفيه جاءت الأخبار بأنّ المدينة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، نهبها الشريف على بن عطية، أمير المدينة؛ فلما تحقّق السلطان ذلك، كتب إلى أمير مكّة المشرّفة، بأن يتوجّه إلى المدينة المشرّفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ويحارب على بن عطية. - وفيه توفّى الحافظ ناصر الدين بن عشائر الحلبى، وكان فقيها، محدّثا بارعا فى كل علم.

وفى جمادى الأولى (٢)، توفّى أشقتمر (٣) الماردينى، نائب الشام؛ فلما مات أفرج السلطان على ألطنبغا الجوبانى، وكان بالكرك، فأرسل إليه خلعة، واستقرّ نائب الشام، عوضا عن أشقتمر (٣) الماردينى.

وفيه توقّف النيل عن الزيادة والوفاء (٤)، ونقص عما (٥) زاده، فاضطربت الأحوال، وتقلّق الناس لذلك، ثم ردّ النقص وأوفى على العادة، وفيه قال بعضهم:

النيل قد أوفى بحمد إلهنا … (٦) وجرى على العادات بعد توقّف

وغدا يقول لأهل مصر وغيرهم … من ذا يفى فى مصر إن أنا لم أف


(١) قيدوه: فى فيينا ص ١٤ آ: قيد وسجن.
(٢) الأولى: الأول.
(٣) أشقتمر: كذا فى الأصل، وكذلك فى طهران ص ١١ آ، وأيضا فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٣ آ، وكذلك فى فيينا ص ١٤ آ. ولكن فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٢٤ آ: أستقمر. راجع الحاشية السابقة فى ص ٣٨٤.
(٤) والوفاء: والوفا.
(٥) عما: عن ما.
(٦) إلهنا: إلاهنا.