للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما أسلم أخلع عليه (١) السلطان، وقرّره ناظر المتجر السلطانى، وصار يركب بغلة، وعليه جندة صوف، وتلقّب بسعد الدين.

وفيه انتهت زيادة النيل إلى عشرين ذراعا، وثبت إلى عيد الصليب، ثم انهبط سريعا، فشرق غالب البلاد. - وفيه عزل القاضى ناصر الدين أحمد التنسى من قضاء الإسكندرية.

وفيه قدمت الأخبار من القدس بوفاة الشيخ الصالح الزاهد الورع، أحد أولياء الله فى العبادة والزهد، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان القرمى القادرى، وكان مولده فى شهر ذى الحجة سنة ست وعشرين وسبعمائة؛ وكان لا يزال يتلو القرآن، فيقال إنه قرأ فى يوم وليلة ثمان ختمات؛ وكان قد اشتهر بين الناس بالصلاح والعبادة والورع؛ فلما مات رثاه الشهاب أحمد بن العطار بقوله:

محمد القرمى قطب الزمان قضى … نحبا وصار لدار الخلد والنعم

والقدس كان حوى نعم الخليل به … ومصر والشام كانا فى حمى القرمى

وفى شهر رمضان، فيه ركب منطاش، البريدى، خيل البريد، وتوجّه إلى الشام.

بسبب القبض على الأمير بيدمر الخوارزمى، نائب الشام، ورسم له بأن يحتاط (٢) على جميع موجوده من صامت وناطق، وأن يرسم على نسائه وأولاده وعياله وألزامه، حتى على عبيده وجواره وطواشيته ومماليكه، وجميع من يلوذ به.

ثم إنّ السلطان رسم للأمير تمربغا المنجكى، بأن يركب البريد ويتوجّه إلى القدس، وأرسل صحبته تشريفا وتقليدا إلى الأمير أشقتمر الماردينى، بأن يحمل من القدس إلى الشام، ويستقرّ نائبها، عوضا عن الأمير بيدمر الخوارزمى؛ وأن يحمل الأمير بيدمر إلى القدس بطّالا، عوضا عن الأمير أشقتمر (٣) الماردينى.

وفيه قدم الشريف محمد بن مبارك بن رميثة الحسنى من مكّة، وأخبر بموت


(١) عليه: على.
(٢) يحتاط: يحتطاط.
(٣) أشقتمر: كذا فى الأصل.