وقد عنّ لى قبل دخولى إلى أخبار دولة الملك الظاهر برقوق، أن أورد هاهنا خطبة لطيفة فى ابتداء دولة الجراكسة، وهى هذه:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذى أعزّ الإسلام بعد الخلفاء الراشدين، بالجراكسة المسلمين، من ملوكها وأمرائها وجنودها، وهم أهل العزّ والشرف والتمكين، وجعل سطوتهم باسطة على كل الملوك، من ارتحل منهم، ومن أقام من نسل يافث وسام وحام، وأيّده من بعدهم بملوك الأروام، وجعلهم فى أفق ملكه نجوما، يهدى بها من ضلّ من الأنام، أحمده إذ اختار أن يكون سلطاننا برقوق جركسيّا، ومن قبيلة يقال لها كسا، وأشكره إذ جعل كل جركسى مثله، من نسل جبلة بن الأيهم، فى شرف عزّه عند الصباح والمساء، وصلّى الله على سيدنا محمد، الذى شرفت به قبائل العرب على سائر العجم، من كل ذى علم وفخر ونسب، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، ما ازداد شرف من انتسب بالعلم والحكمة والأدب.
شعر:
حسن ابتداء به أرجو التخلّص من … نار الجحيم وهذا حسن مختتمى