للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سار من مصر إلى حلب … فى رداء والردا العجب

معه ساروا إلى حلب … لقتال الروم وانتدبوا

والتقوا فى دابق وهمو … مائتا ألف وما غلبوا

ذكروا الأروام ثارهم … مع قايتباى فالتهبوا

رام بغيا أرضهم ونسى … ثارهم هذا هو العجب

وسيوف الثار فى يدهم … وبها أعناقهم ضربوا

قد أراد الله نصرتهم … فيهم من بعد ما غلبوا

طلب النصر العزيز بهم … وسوى ما رامه طلبوا

هربوا فى وقت نصرتهم … عند ما للحرب قد ندبوا

واتوا مصرا ودورهم … خربوا من بعد ما نهبوا

وابن عثمان المظفر من … خلفهم والنار تلتهب

كم فنى منهم أسود وغى … كان منها الموت يرتقب

تترك الآساد من وجل … فى الثرى بالموت تضطرب

كان طومان باى آخرهم … ملكا، أعنى الذى صلبوا

ثم صار الملك منه له … بعد أمر وانتهى الطلب

وعفا عن بعضهم كرما … مذ له أرواحهم وهبوا

وغدوا من بعض عسكره … حيث فى ديوانه كتبوا

رفعوا من بعد خفضهم … بحروف الجرّ وانتصبوا

هكذا فعل الزمان وإن … يصف يكدر وكلّه كرب

من يعش بالسيف مات به … من تعالى سوف ينقلب (١)

عجبوا والعجب ذوقهم … منه ما ذقوه مذ عجبوا

ورأوا فيهم عوامله … حيث منها قد خبوا وحبوا

وفجا بالصفو نحوهم … بعد صرف درسه القضب


(١) ينقلب: ينقلبوا.