للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فطنا، ذكيّا، وله نوادر، وحكايات، يذاكر بها، وكان ألّف تاريخا مفيدا فى وقائع الأحوال، والتوفّيات (١)، وغير ذلك؛ وفيه يقول الشهاب أحمد بن العطّار:

أيا ابن عرام قد سمّرت مشتهرا … وصار ذلك مكتوبا ومحسوبا

ما زلت تجهد فى التاريخ تكتبه … حتى رأيناك فى التاريخ مكتوبا

وفيه خلع على الأمير بلوط الصرغتمشى، واستقرّ فى نيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن خليل بن عرام. - وفيه استدعى الأتابكى برقوق الشيخ جلال الدين التبانى، فلما طلع إليه عرض عليه أن يستقرّ فى قضاء الحنفية، عوضا عن جار الله، فلم يوافق التبانى على ذلك، وأخرج من كمّه مصحفا شريفا، وقال لبرقوق: «أسألك بحقّ هذا المصحف ألا ما أعتقتنى من أمر القضاء»؟، وقام من عنده، ونزل.

فأرسل برقوق يقول لقاضى القضاة الشافعى البرهان بن جماعة: «من يصلح لقضاء الحنفية»؟، فأشار القاضى بولاية الشيخ صدر الدين محمد بن على بن منصور الدمشقى؛ فسار البريد بإحضاره ليلى قضاء الحنفية بمصر. - وفيه أنعم على ناصر الدين محمد بن آقبغا آص، بإمرة طبلخاناة.

وفى شهر شعبان، رسم الأتابكى برقوق لقضاة القضاة، أن يقتصر كل واحد منهم على أربعة نوّاب لا غير، وكان القائم فى ذلك قاضى القضاة برهان الدين إبراهيم بن جماعة المقدسى.

وفيه خلع على أحمد بن سنقر بن البريدى، واستقرّ فى ولاية الغربية، عوضا عن بيرم؛ وخلع على فرج بن أيدمر المزوق، واستقرّ فى ولاية أشموم الرمّان. - وفيه خلع على الشيخ برهان الدين إبراهيم الأبناسى، واستقرّ فى مشيخة خانقة سعيد السعداء.

وفيه عزل الصاحب سعد الدين بن البقرى؛ وأعيد إلى الوزارة أبو الفرج النشو؛ ثم أخلع على سعد [الدين] (٢) نصر الله بن البقرى، واستقرّ فى نظر الخاص، ونظر الذخيرة. - وفيه قدمت الأخبار من ثغر الإسكندرية، بأن ظهر بها الطاعون، ومات به جماعة كثيرة من الأطفال وغير ذلك.


(١) والتوفيات: كذا فى الأصل، ويعنى: والوفيات.
(٢) [الدين]: تنقص فى الأصل، وسوف يرد الاسم كاملا فى الصفحة التالية ٢٧٧ س ١٧.