للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أخلع السلطان على الشريف بكتمر، واستقرّ فى كشفية الوجه البحرى وهو أول من خوطب بملك الأمراء من الكشّاف بالوجه البحرى.

وفيه هبط النيل بسرعة فى أواخر توت، فكان منتهى الزيادة أربعة أصابع من ثمانية عشر ذراعا، فشرقت البلاد قاطبة، ووقع الغلاء بالديار المصرية فى سائر الغلال.

وفيه رسم بالإفراج عمّن كان مسجونا من الأمراء بالإسكندرية، ولم يتأخّر بالسجن من الأمراء سوى أربعة، وهم: الأمير بركة، والأمير يلبغا الناصرى، والأمير قرا دمرداش، والأمير أيدمر الخطاى؛ وأما الذين (١) أفرج عنهم، توجّهوا إلى البلاد الشامية، وتوجّه بعضهم إلى قوص.

وفيه أخلع على الأمير كرجى، وقرّر كاشف الشرقية، عوضا عن قطلو بك صهر أيدمر المزوق. - وفيه خلع على محمود العجمى، وأعيد إلى الحسبة، وانفصل عنها الدميرى، وقد همّوا العوام برجمه مرارا.

وفيه قرّر الأمير أينال اليوسفى، فى نيابة حلب، واستقرّ عوضه فى نيابة طرابلس الأمير كمشبغا الحموى؛ واستقرّ فى نيابة صفد الأمير طشتمر اللّفاف، عوضا عن كمشبغا الحموى؛ واستقرّ الأمير قطلوبغا الكوكاى فى الأستادارية.

وفى شهر رجب، فيه قدمت الأخبار من ثغر الإسكندرية، بقتل الأمير بركة الجوبانى، وهو بالسجن بالإسكندرية؛ فلما أشيع هذا الخبر ثارت مماليك بركة على الأتابكى برقوق، ووقفوا بالرملة، وأرسلوا يقولون (٢) له: «إيش عمل أستاذنا حتى أرسلت بقتله»؟ فأنكر برقوق ذلك، وقال: «أنا ما أمرت بقتله، وهذا من فعل خليل بن عرام، فإنّه كان بينه وبين الأمير بركة حظّ نفس قديما»؛ فانصاعوا مماليك بركة إلى ذلك، وقد أشبع أنّ الأتابكى برقوق أرسل إلى ابن عرام مرسوما بقتل بركة، ثم تحيّل على أخذ ذلك المرسوم من ابن عرام.


(١) الذين: الذى.
(٢) يقولون: يقولوا.