للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهرب من هناك، ومضى إلى حال سبيله.

فقوبت الإشاعة بأنّ الأمير خليل بن عرام هو الذى أرسل خيّله حتى هرب، ولم يقابل الأتابكى برقوق، فطلب ابن عرام إلى القاهرة، فحضر واعتذر إلى برقوق عما أشيع عنه، وقدّم للأتابكى برقوق تقدمة حفلة، فأخلع عليه وأعيد إلى الإسكندرية على حاله.

فلما حصلت هذه النصرة للعسكر، قصدوا التوجّه إلى القاهرة، فعدّى (١) العسكر والأمراء من برّ الجيزة إلى برّ مصر، وطلعوا من على الصليبة، وقدّامهم الأسرى من العرب، وهم فى زناجير، والنساء فى حبال، وهم مشاة، وأولادهم (٢) الصغار على رقابهم، فكان يوم دخلوهم يوما مشهودا، فخرجت البنت فى خدرها بسبب الفرجة عليهم؛ فلما طلعوا إلى القلعة، وعرضوا على السلطان، فوسّط منهم جماعة، وسجن الباقون بالحبوس، والنساء بالحجرة.

وكانت هذه الواقعة من أغرب الوقائع، وفيها يقول القيم خلف الأديب الغبارى، ، هذا الرجل:

باسم ربّ السما ابتدى … فارج الهمّ والكرب

ونعيد للّذى حضر … قصّة الترك والعرب

جا الخبر يوم الأربعا … بأنّ فى ليلة الأحد

جا دمنهور عرب خدوا … سوقها وأخربوا البلد

وابن سلام أميرهم … هو الذى للجميع حشد

فبرز أيتمش سريع … بمماليك وروس نوب

وعدد مالها عدد … وبطلبوا لهم طلب

والأمرا المعيّنين … كل واحد بجيش بدا

عدّ بعد الصلاه وراح … وغدا قصد للعدا


(١) فعدى: فعدا.
(٢) وأولادهم: وأودهم.