للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواتبهم؛ فلما عاد إلى الحرّاقة، التى بالاصطبل، طلب الوزير الملكى، والمقدّم سيف، مقدّم الدولة، وضربهما وسلّمهما إلى الأمير بهادر، شاد الدواوين، فباتوا عنده، حتى أصرفوا لأصحاب الرواتب جوامكهم، ثم أفرج عنهما من الغد.

وفيه قدم الصاحب كريم الدين شاكر بن الغنّام، وكان قد نفى إلى القدس، فلما حضر أخلع عليه الأتابكى برقوق، وقرّره فى الوزارة، ونزل من القلعة فى موكب حفل، والأمراء وأعيان الناس قدّامه.

وفيه خلع على الرّيس صدر الدين بديع بن نفيس الأسلمى التوريزى، واستقرّ فى رئاسة الأطباء، شريكا للرّيس علاء الدين بن صغير. - وفيه خلع على الأمير مأمور القلعطاوى، واستقرّ حاجب الحجّاب، عوضا عن الأمير قطلو بغا الكوكاى.

وفيه خلع على ناصر الدين محمد بن الإسناى، واستقرّ فى نظر الأحباس، عوضا عن شمس الدين محمد الدميرى، المحتسب.

وفيه أشيع أنّ الوزير تاج الدين الملكى، لما قبض عليه الأتابكى برقوق، وصادره، وضربه، فترك الدنيا ولبس له جبّة بيضاء، ومئزر أبيض على رأسه، وتبع طريقة الزهّاد من المشايخ، وتوجّه إلى جامع عمرو بن العاص؛ فلما بلغ الأتابكى برقوق ذلك، أرسل قبض عليه وصادره ثانيا، واستمرّ يعاقبه حتى مات تحت العقوبة، ودفن تحت الليل، ولم يشعر به أحد من الناس.

وفى شهر جمادى الأولى، قدم الخبر من البحيرة بأنّ طائفة من العربان، نحو خمسة آلاف إنسان، هجموا على دمنهور، وكان كبيرهم يقال له بدر بن سلام، ففتك فتكا ذريعا فى دمنهور، ونهب أسواقها، وأخرب بيوتها، وقتل جماعة من أهلها.

فلما قدم هذا الخبر على الأتابكى برقوق، اضطربت أحوال الديار المصرية، فعيّن الأتابكى برقوق فى ذلك اليوم تجريدة عظيمة، تخرج إلى العربان، وعيّن بها من الأمراء المقدّمين ثمانية، وهم: الأمير آلان الشعبانى، أمير سلاح، والأمير ألطنبغا الجوبانى، أمير مجلس، والأمير أيتمش البجاسى، رأس نوبة النوب، والأمير مأمور