للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن نجم بن شادى بن هلال الطائى؛ ولد فى صفر سنة ست وعشرين، وقيل سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وكان من فحول الشعراء، وله شعر جيّد؛ وفيه يقول الصلاح الصفدى مديحا:

وزنت أهل النظم فى عصرنا … من غير إجحاف ولا إسقاط

فأهل مصر عند وزنى لهم … زادوا على الناس بقيراط

ومن تغزّلات القيراطى، وهو قوله:

انظر إلى سطر عذار بدت … من فوقه الشامات مثل النقط

صحّت به نسخة حسن لمن … قد راحت الأرواح فيه غلط

وقوله أيضا:

إنّ السيوف لم تزل … قواطعا إذا انجلت

وذا سيوف لحظه … إذا تصدّت قتلت

وفى شهر جمادى الأولى، قدم الأمير أشقتمر (١) الماردينى من القدس، وكان قد نفى إلى هناك؛ فلما حضر أخلع عليه، واستقرّ فى نيابة حلب، وخرج من يومه وركب البريد، وتوجّه إلى حلب؛ وخرجت المراسيم فى ذلك اليوم بإحضار الأمير تمرباى، الذى كان نائب حلب، ورسم له بأن يتوجّه إلى القدس بطّالا.

وفيه خلع على قاضى القضاة جلال الدين جار الله الحنفى، ورسم له أن يلبس الطرحة، كما يلبسها قاضى القضاة الشافعى، وأن يستنيب عنه فى أعمال مصر، من قبليها وبحريها، قضاة حفيّة؛ فشقّ ذلك على قاضى القضاة الشافعى برهان الدين [بن] (٢) جماعة، وتحدّث مع الأتابكى برقوق فى إبطال ذلك.

وفيه استقرّ الأمير حطط فى نيابة حماة؛ وأخلع على قراجا العلاى، واستقرّ فى ولاية الحيزة

وفى شهر جمادى الآخرة، أفرج عن الأمير بيدمر الخوارزمى، نائب الشام، وكان


(١) أشقتمر: كذا فى الأصل.
(٢) [بن]: تنقص فى الأصل.