أصبعا. - وفيه خلع على الأمير محمد بن قرطاى الكركى، واستقرّ نقيب الجيوش المنصورة، عوضا عن على خان بن قرمان.
وفيه قدم البريد بأنّ الأمير آقبغا عبد الله، والأمير قطلو بغا جركس، والأمير ألطنبغا شادى، والأمير أسنبغا الألجاوى، ثاروا، فى جماعة من المماليك، على نائب حلب، يريدون قتله، فلما فطن نائب حلب بهم، ركب لحربهم وقاتلهم، فانكسروا، وفرّوا إلى عند الأمير نعير بن حيار بن مهنا، فأجارهم من نائب حلب.
وفيه ركب الأمير آقبغا صيوان، البريد، لإحضار الأمير محمد بن ألجبغا المظفرى؛ فلما حضر أخلع عليه، واستقرّ فى نيابة غزّة، عوضا عن الأمير تغرى برمش؛ واستقرّ الأمير تغرى برمش، أمير مائة مقدّم ألف بدمشق؛ واستقرّ زامل بن موسى، ومعيقل بن فضل، ولدا عيسى بن مهنا بن مانع، فى إمرة العرب، عوضا عن الأمير قار بن مهنا بعد موته.
وفيه استقرّ الشيخ شمس الدين محمد الركراكى، فى تدريس المالكية بخانقة شيخو، عوضا عن ابن مرزوق؛ واستقرّ الشيخ أبو البركات، فى تدريس المدرسة القمحية.
وفى شهر ربيع الآخر، فيه وقع من الحوادث، أنّ شخصا من الصالحين، يقال له الشيخ محمد الصائم، وكان صائم الدهر، أتى إلى الأمير بركة، وقال له:«قد كثر الفسق والمعاصى فى الخلجان، وبركة الرطلى، وقد خرجوا فى ذلك عن الحدّ».
فأمر الأمير بركة أن يصنع على أفواه القناطر سلاسل من حديد، حتى لا تدخل المراكب إلى الخلجان، ولا إلى بركة الرطلى؛ فركّبوا على فمّ قنطرة الخور سلسلة، وعلى فمّ قنطرة موردة الجبس سلسلة، وعلى فمّ قنطرة السدّ سلسلة؛ فشقّ ذلك على الناس جدّا، ومنعت المراكب من الدخول إلى الخلخان، وإلى بركة الرطلى.
وقد قالت الشعراء فى هذه الواقعة عدّة مقاطيع لطيفة، فمن ذلك قول الشهاب بن العطّار: