للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلاح، عوضا عن الأمير يلبغا الناصرى، وقد تمّ الحيلة عليه.

وفيه أرسل السلطان خلعة وتقليدا إلى الأمير منكلى بغا البلدى، بأن يستقرّ فى نيابة طرابلس، عوضا عن الأمير أرغون الأسعردى؛ واستقرّ الأسعردى فى نيابة حماة، عوضا عن منكلى بغا البلدى، بحكم انتقاله إلى نيابة طرابلس.

ومن الحوادث المهولة، أنّ فى ليلة الأحد خامس عشرين ذى الحجّة، وقع حريق بظاهر بابى زويلة، عند دار التفّاح، فاحترق دار التفّاح جميعه، والربع الذى كان حوله؛ ثم عملت النار إلى البرادعيين، ووصلت إلى الموازنيّين، ولولا سور القاهرة لاحترق نصف المدينة فى تلك الليلة.

فلما تزايد أمر النار ركب الأمير بركة، أمير مجلس، والأمير أيتمش البجاسى، أمير آخور كبير، والأمير تغرى برمش، حاجب الحجّاب، والأمير قرا دمرداش الأحمدى، أحد الأمراء المقدّمين الألوف (١)؛ فلما اجتمعوا هناك، وأحضر كل من الأمراء مماليكه لأجل إطفاء النار، وصاروا يهجموا (٢) على السقّايين فى بيوتهم، حتى يأتوا بماء فى القرب، وصارت النار لا تزداد إلا اشتعالا ووهجا، فأعياهم أمرها، فأقامت النار تعمل فى البيوت والربوع والدكاكين تلك الليلة، وبات الناس على وجل من ذلك.

واستمرّت النار فى اشتعال ثلاثة أيام متوالية، فكان عدّة ما احترق من البيوت نحو خمسمائة دار، ومثلها دكاكين، ولولا لطف الله تعالى بالناس لاحترق نصف بيوت القاهرة، وآثار تلك الحريق باقى إلى الآن عند دار التفّاح.

وفى هذه الواقعة يقول الأديب شهاب الدين أحمد بن العطّار المصرى:

أرتنا دار تفّاح بليل … حريقا وقده أمسى عظيما

ونالت بعد ذاك النور نارا … وكانت جنّة فغدت جحيما

وقال الأديب بدر الدين حسن بن حبيب، وهو قوله:


(١) المقدمين الألوف: كذا فى الأصل.
(٢) يهجموا: كذا فى الأصل.