للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم فى يوم الثلاثاء ثالث عشره، قبضوا على أمير كبير طشتمر اللفاف فى الرملة، ثم أحاطوا به، وهمّوا بضرب عنقه، فقام الأمير قرطاى وضمن لهم أن ينفق عليهم ما وعدوا به، وهى الخمسمائة دينار.

ثم إنّ الأمراء، لما رأوا المماليك قد صمّموا فى أمر النفقة، وأنّهم ما يأخذوا (١) إلا خمسمائة دينار كل مملوك، فأخذوا فى أسباب جمع (٢) الأموال لأجل النفقة.

فطلبوا أمين الحكم، وقالوا له: «أقرضنا من مال الأيتام مائتى ألف دينار»؛ فامتنع أمين الحكم من ذلك، فقالوا له الأمراء: «إن لم تعطى (٣) بالطيّب، وإلا نسلّط المماليك عليك، ينهبوا (٤) ما فى المودع جميعه»، وكان فيه يومئذ من الأموال ما لا تنحصر، فأخذوا منها ما اختاروه، وضاع على الأيتام أموالهم، فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلىّ العظيم.

ثم إنّ الأمراء قبضوا على الصاحب شمس الدين المقسى، وعلى سعد الدين نصر الله بن التقوى، وعلى تاج الدين موسى بن كاتب السعدى وولده سعد الدين، وعلى أمين الدين مين، وعلى علاء الدين على بن السايس، وعلى معلّم المعلّمين شهاب الدين أحمد بن الطولونى، وعلى مباشرين الدّولة (٥)، ومباشرين الخاص، وألزموا بنفقة عدّة مماليك، ورسّموا على المباشرين، وأودعوهم بقاعة الصاحب بالقلعة، وألزموا بأموال جزيلة بسبب النفقة على المماليك.

ثم قبضوا على محتسب القاهرة شمس الدين محمد الدميرى، وكان مريضا، فحمل على قفص حمّال إلى القلعة، وألزم بالنفقة على عشرة مماليك، ونهب بيت أخيه.

ثم قبضوا على أعيان التجّار وألزموا بمال جزيل. - ثم قبضوا على جماعة من


(١) ما يأخذوا: كذا فى الأصل.
(٢) جمع: جميع.
(٣) لم تعطى: كذا فى الأصل.
(٤) ينهبوا: كذا فى الأصل.
(٥) مباشرين الدولة، ومباشرين الخاص: كذا فى الأصل.