للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمرى، وتلكتمر العيسوى، ومحمد بن سنقر المحمدى، وخضر بن عمر بن أحمد ابن بكتمر الساقى، ومنجك الأشرفى.

فكان لهذا الطلب يوم مشهود، وخرج السلطان فى موكب حفل، حتى رجّت له القاهرة؛ ولكن أنكر على السلطان بعض الناس، كون أنّه أخذ معه فى طريق الحجاز، جماعة من أرباب الملاهى، والمخايلين من صنّاع خيال الظلّ، ومغانى العرب؛ وأشيع أنّه حمل معه نبيذ غزّاوى فى قطارميز، فقال الناس: «الذى يقصد أن يحجّ إلى بيت الله تعالى يصحب معه ذلك»؟.

وكان السلطان قبل خروجه بيومين، أمر بسدّ باب الدرفيل، مما يلى القرافة، فسدّ من يومه.

فلما نزل السلطان من القلعة فى ذلك اليوم، توجّه إلى الخانكة فبات بها، وأخلع على الشيخ ضياء الدين عبيد الله القنوى، واستقرّ به فى مشيخة مدرسته التى أنشأها برأس الصوّة، ولقّبه بشيخ الشيوخ، فهو أول من تلقّب بشيخ الشيوخ، فسكن الشيخ ضياء الدين بمدرسة السلطان، ودرّس بها العلم، قبل أن تكمل عمارتها.

ولما توجّه السلطان إلى خانقة سرياقوس، كتب وصيّته هناك، وعهد إلى ولده أمير على من بعده بالسلطنة، ثم من بعده لأخيه.

فأقام السلطان بالخانكاة يوما وليلة، ثم سار من الخانكاة إلى بركة الحجّاج، فأقام بها إلى يوم الثلاثاء ثانى عشرينه، فرحل منها باكر النهار، ومعه الأمراء الذين (١) تقدّم ذكرهم.

وفى شهر ذى القعدة، فى يوم السبت ثالثه، فيه وثب جماعة من الأمراء، ولبسوا لامة الحرب، وطلعوا إلى الرملة؛ وكان القائم فى إثارة هذه الفتنة الأمير طشتمر المحمدى، المعروف باللفاف، أحد الأمراء العشرات، والتفّ عليه الأمير قرطاى الطازى، أحد (٢) رءوس النوب، والأمير أسندمر الصرغتمشى، والأمير أينبك البدرى؛ ولم


(١) الذين: الذى.
(٢) أحد: أحدى.