للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ذلك، حتى طلع الفجر ولاح النهار؛ نقل ذلك المقريزى فى السلوك (١).

وفيه أخلع السلطان على الأمير طشتمر العلاى، واستقرّ به دوادار كبير (٢)، وكان جنديّا، فانتقل منها إلى الدوادارية الكبرى، بعد وفاة الأمير منكوتمر عبد الغنى الدوادار، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه عادت رسل ملك الفرنج الذين (٣) تقدّم ذكرهم، وصحبتهم جماعة كثيرة ممن كان عندهم من أسراء (٤) المسلمين، فكانوا نحو مائة إنسان.

وفى هذا الشهر، كان وقت الخريف، فكثرت الأمراض فى الناس بالقاهرة، وبالوجه البحرى، حتى صارت الأموات بالقاهرة، يخرج منها فى كل يوم نحو أربعمائة جنازة، فى كل يوم، من غير طعن، بل بأمراض حادّة (٥)، وتحدّرات يابسة.

وفى شهر جمادى الآخرة، فيه أخلع السلطان على الشيخ شرف الدين عبد المنعم ابن سليمان بن داود البغدادى الحنبلى، وقرّره فى إفتاء دار العدل، وتدريس مدرسة أمّ السلطان، التى بخطّ التبّانة، عوضا عن الشّيخ بدر الدين حسن النابلسى، بحكم وفاته إلى رحمة الله تعالى.

وفيه تمّ الصلح بين السلطان وملك الفرنج، ورسم بفتح كنيسة القيامة (٦) بالقدس كما كانت. - وفى عقيب ذلك، أرسل ملك الفرنج من كان عنده من بقيّة أسراء (٤) المسلمين.

وفى شهر رجب، فى ثالثه، خرج ركب الحجّاج الرجبيّة، وسار إلى مكّة، صحبة بعض الأمراء. - وفيه أخلع السلطان على الأمير علم دار، وقرّره فى نيابة صفد، عوضا عن الأمير ملكتمر من بركة؛ وأخلع على الأمير ملكتمر، وقرّره فى الأستادارية بمصر، عوضا عن علم دار.


(١) السلوك: انظر ج ٣ ص ١٩٠.
(٢) دوادار كبير: كذا فى الأصل.
(٣) الذين: الذى.
(٤) أسراء: كذا فى الأصل.
(٥) حادة: حدة.
(٦) القيامة: القمامة.