للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا ركب للحرب، فكل من قتل أميرا أو قبض عليه فيبذل له من المال ما هو كذا وكذا.

ثم [إنّ] (١) الأمير أسندمر بات بالاصطبل (٢) السلطانى حتى طلعت الشمس، فركب (٣) بمن معه من اليلبغاوية وغيرهم، ومضى نحو القرافة من وراء القلعة؛ ثم أتى من تحت دار الضيافة إلى رأس الصوّة، ووقف تحت الطبلخاناة، فلم تشعر الأمراء الذين (٤) فى سوق الخيل إلا وقد حطم عليهم الأتابكى أسندمر بمن معه من العسكر، واجتمع معه الجمّ الغفير من الزعر والعوام، وبأيديهم المقاليع بالحجارة.

فلما رأوا الأمراء الذين (٤) كانوا بسوق الخيل أنّ الأتابكى أسندمر قد حطم عليهم، ومعه السواد الأعظم، دخل فى قلوبهم الرعب منه، فهربوا من سوق الخيل أجمعين، الأمراء، والعسكر الذين كان معهم، ولم يثبت منهم للقتال سوى الأمير ألجاى اليوسفى، والأمير أرغون شاه ططر، فاتّقما هما والأتابكى أسندمر، من باكر النهار إلى بعد الظهر، فتسحّب من كان معهما من العسكر، ولم يطلع إليهما أحد من الأمراء، فانكسرا وهربا، وكانت النّصرة عليهما للأتابكى أسندمر.

فلما انتصر، كبس على الأمراء الذين (٤) قد أثاروا هذه الفتنة، فقبض على الأمير قطلوبغا جركس، والأمير أيدمر الشامى، والأمير ألجاى اليوسفى، والأمير قبجماس الطازى، والأمير آقطاى اليلبغاوى، والأمير آقبغا الأحمدى، والأمير آقبغا الجلب، والأمير طغاى تمر، والأمير أرغون شاه ططر.

فكان عدّة من قبض عليه فى ذلك اليوم نحو خمسة وعشرين أميرا، منهم أمراء مقدّمين ألوف (٥) تسعة، والبقيّة أمراء طبلخانات وعشرات، وقتل الأمير ضروط حاجب ثانى، وجرح جماعة كثيرة من الأمراء، واختفى آخرون (٦) منهم، فكادت


(١) [إنّ]: تنقص فى الأصل.
(٢) بالاصطبل: بالاسطبل.
(٣) فركب: ركب.
(٤) الذين: الذى.
(٥) مقدمين ألوف: كذا فى الأصل.
(٦) آخرون: آخرين.