للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنّ السلطان رسم بتسليم الصاحب فخر الدين بن قروينة (١) إلى الأمير قرابغا الصرغتمشى (٢)، ليستخلص منه الأموال التى قرّرت عليه؛ فلما تسلّمه، استمرّ يعاقبه إلى أن مات تحت العقوبة، قيل إنّه أحرق أصابعه بالنار، وأحمى له خوذة فولاذ بالنار وألبسها له، واقترح له أشياء شنيعة من أنواع العذاب، حتى مات تحت العقوبة؛ والصاحب قروينة (١) هذا هو صاحب الغيط الذى بجزيرة الفيل.

وفيه قدم الأمير طيبغا الشتكى، نائب غزّة، فأخلع عليه السلطان.

وفيه نادى السلطان فى القاهرة لأجفاد الحلقة: «كل من كان له إقطاع (٣) وأخرجه عنه طيبغا، حاجب الحجّاب، وقت المرض، يحضر ويأخذ إقطاعه على عادته».

فدعوا له أولاد الناس من أجناد الحلقة الذين (٤) ردّ لهم أقاطيعهم، وأجراهم على عادتهم

وفى جمادى الأولى، توفّى الشيخ المسلك العارف بالله، الولى الصالح، سيدى يوسف بن عبد الله بن عمر بن على بن خضر العجمى الكورانى الكردى الشافعى، رحمة الله عليه، وكان من أعيان الأولياء، ودفن بالقرافة.

وفيه توفّى الشيخ الصالح المعتقد عبد الله بن أسعد بن على بن سليمان بن فلاح اليمنى الشافعى، رحمة الله عليه، ودفن عند الشيخ تاج الدين بن عطا الله الشاذلى. - وتوفّى الشيخ عبد الجليل بن سالم الأعمى الحنبلى، وكان من أعيان علماء الحنابلة، وكان له حال مع الله تعالى.

وفى يوم الخميس سادس عشره (٥)، ثارت فتنة مهولة بين الأمراء، ولبسوا لامة الحرب، وطلعوا إلى الرّملة، فنزل إليهم جماعة من المماليك السلطانية، فوقع بينهم فى ذلك اليوم وقعة (٦) شديدة، فانكسر [هؤلاء الأمراء الذين] (٧) وثبوا على السلطان مع المماليك


(١) قروينة: بحرف الراء، كما فى الأصل.
(٢) الصرغتمشى: الصرغتمشى.
(٣) إقطاع: إقطاعا.
(٤) الذين: الذى.
(٥) الخميس سادس عشره: كذا فى الأصل، ولعله يقصد من شهر رجب
(٦) وقعة: كذا فى الأصل.
(٧) هؤلاء … الذين: ذلك … الذى.