للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرّره فى نيابة صفد، عوضا عن الأمير عمر بن أرغون، النائب؛ وأنعم على الأمير عمر بإمرية قطلوآقتمر (١)، وأقام بمصر.

وفيه أخلع على الأمير ألجاى اليوسفى، واستقرّ أمير جاندار؛ وأخلع على الأمير ألطنبغا البشتكى، وقرّر فى نيابة غزّة، عوضا عن أربنا الكاملى؛ واستقرّ الأمير عبد الله بن بكتمر الحاجب، أمير شكار، عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن ألجبغا.

وفى شهر شوّال، استقرّ أسندمر حرفوش، حاجبا من جملة الحجّاب، وهى حجوبيّة عبد الله بن بكتمر، بحكم انتقاله إلى إمريّة شكار.

وفيه وردت الأخبار من حلب، بأنّ نائبها خرج بعسكر من حلب، وتوجّه إلى الأمير ناصر الدين محمد بك بن باكير بن أرتغا، لينجده على من حاربه من التركمان.

وفى ذى القعدة، قدم السلطان عبد الحليم من المغرب، فارّا من بعض أعدائه، فلما حضر بين يدى السلطان، عظّمه وأكرمه، وأنزله فى مكان فاخر على البحر، وأجرى عليه ما يكفيه من الرواتب السنيّة؛ واستمرّ مقيما بمصر، وتزوّج بزوجة الصاحب موفّق الدين هبة الله؛ ثم إنّه حجّ إلى بيت الله الحرام.

وفى ذى الحجّة، قدم البريد من جهات المشرق إلى دمشق، وصحبته قماقم نحاس، فيها من ماء هناك، ينبع من عين، ومن خاصيّته أن يتبع ذلك الماء طائر يسمّى السمرمر، فى قدر الزرزور ولونه، وفيه ريش أصفر، ومن شأنه أنّه يأكل الجراد من الجوّ.

فلما قدم على خيل البريد، فعلّق منهم قمقم (٢) بطارمة قلعة دمشق، وعلّق منهم واحد على مئذنة (٣) العروس، وعلى قبّة النصر يجامع بنى أميّة؛ وكان الجراد قد كثر بدمشق وأعمالها فى تلك الأيام جدّا، وأفسدت عندهم الأشجار والزروع، فبعث منكلى بغا


(١) قطلوآقتمر: اقرأ أيضا: قطلقتمر.
(٢) قمقم: قمقما.
(٣) مئذنة: ماذنة.