للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شهر شعبان، قدمت رسل متملّك سيس، فى طلب تخفيف الضريبة التى قرّرت عليهم، فهلك ملكهم، وقصّاده بمصر، فعادوا القصّاد إلى بلادهم من غير طائل.

وفى شهر رمضان، خلع السلطان على القاضى أبى البقا السبكى، وقرّره فى نظر الأوقاف، مضافا لما بيده من الوظائف السنيّة.

وفى شهر شوّال، وردت الأخبار من الشام بوقوع جراد عظيم، فأتلف الزروع والأشجار، فوقع الغلاء فى الشام بسبب ذلك، حتى بلغت الغرارة القمح بدمشق مائة وثمانين درهما، ثم انحطّ السعر بعد ذلك إلى مائة وعشرين درهما؛ ثم فشى بعد ذلك الطاعون بدمشق، وفشت بالناس الأمراض الحادرة من الدماغ.

وفى ذى القعدة، برز مرسوم السلطان بمنع الوكلاء، الذين يجلسون بباب المدرسة الصالحية، والذين بمجالس القضاة قاطبة، حتى نفذت المراسيم الشريفة، بمعنى ذلك، إلى سائر الثغور، وإلى الشّام وحلب، وأعمالهما قاطبة؛ وكان سبب ذلك أنّ الوكلاء كانت قد كثرت فى تلك الأيام، وصاروا يتعصّبون على الناس فى أنواع الشرور، فتزايد الأمر منهم حتى جاوز الحدّ، وفى ذلك يقول ابن حبيب، وهو قوله:

يقول ذو الحقّ الذى غاله … خصم ألدّ ولسان كليل

إن صيّروا أمر وكيلى سدى … فحسبى الله ونعم الوكيل

وفى ذى الحجّة، حفر الأتابكى يلبغا ترعة فى البدرشين، من أعمال الجيزة، فحصل بها غاية النفع للمسافرين وأهل تلك النواحى. - وفيه خلع السلطان على الأمير قطلبك، وقرّره فى ولاية منوف.

وأمّا من توفّى فى هذه السنة من الأعيان، وهم: الشيخ شهاب الدين أحمد ابن محمد بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة العقيلى، المعروف بابن العديم، الحنفى الحلبى، نائب شيزر.

وتوفّى قاضى حماة نجم الدين عبد الرحيم بن شمس الدين محمد بن هبة الله بن حسان