للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الأولى، ارتفع سمر الغلال حتى بلغ الأردب القمح أربعين درهما كلّ أردب (١). - ووقع عقيب ذلك الموت فى الأبقار بجهات مصر وأفريقية.

وفيه قدم بهاء الدين أبو البقا محمد بن عبد البرّ بن يحيى السبكى، وكان بدمشق، فقدم إلى القاهرة، وعزل عن القضاء بدمشق، وفيه يقول ابن نباتة:

إنّى بفضلك واثق بمكارم … أورثتها عن سادة أنجاب

لا غرو إن أعربت عن إحسانكم … فأبو البقا أحقّ بالإعراب

وفيه خلع السلطان على القاضى علاء الدين على بن سديد أبى محمد عبد الوهاب ابن الفخر عثمان بن هبة الله المعروف بابن عرب، واستقرّ به محتسب القاهرة، عوضا عن صلاح الدين عبد الله البرلّسى، بحكم وفاته.

وفى جمادى الآخرة، فى يوم الخميس ثانى عشره (٢)، خلع السلطان على القاضى بهاء الدين أبى البقا السبكى، واستقرّ به قاضى قضاة الشافعية بالديار المصرية، عوضا عن قاضى القضاة عزّ الدين بن جماعة، بحكم وفاته، وقرّره أيضا فى وكالة الخاص، عوضا عن تاج الدين محمد بن عبد الحقّ المناوى، بحكم وفاته أيضا.

وخلع على الشيخ سراج الدين عمر الهندى الحنفى، واستقرّ به قاضى قضاة الحنفية؛ وخلع على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصايغ الحنفى، واستقر به فى إفتاء دار العدل، وهو أول حنفى ولى إفتاء دار العدل أيضا؛ وخلع على الشيخ سراج الدين عمر بن رسلان البلقينى الشافعى، واستقرّ به فى إفتاء دار العدل أيضا؛ وأمر هؤلاء (٣) الأربعة، مع الشيخ بهاء الدين السبكى، بأن يحضروا بدار العدل فى أيام الخدمة.

وفى شهر رجب، وردت الأخبار من ماردين بوفاة متملّكها الملك الصالح غازى، وكان ملكا جليلا، تولّى على ماردين نحو أربعة وخمسين سنة؛ فلما مات تولّى على ماردين ابنه حسام الدين أحمد، وتلقّب بالملك المنصور.


(١) كل أردب: كل الأردب.
(٢) الخميس ثانى عشره: كذا فى الأصل، ويبدو أن المقصود هنا هو ١٢ من شهر ربيع الآخر.
(٣) هؤلاء: هولاى.