والأخبار:«نقل ذلك المقريزى فى السلوك»، وقد أشرت فى الحواشى إلى الصفحات المقابلة لهذه المواضع، من كتاب السلوك. غير أنّنا نلاحظ أنّ الفقرات الواردة فى هذه المواضع فى كتاب ابن إياس، تختلف عن تلك المذكورة فى الصفحات المقابلة من كتاب السلوك، وأنّ الكثير من التفاصيل التى يذكرها ابن إياس، تنقص فى كتاب السلوك. فهل يعنى هذا أنّ ناسخ كتاب السلوك، قد اختصر فى المتن فيما نسخه من المتن الأصلى لهذا الكتاب؟ وأنّ ابن إياس قد نقل فى المواضع التى ذكرها فى كتابه «بدائع الزهور»، عن نسخة من كتاب السلوك، كانت أكمل وأوفى؟ ويبدو أنّها كانت نسخة الأصل التى كتبها المقريزى بنفسه!!
***
ومن الأخبار التى يذكرها ابن إياس، فى هذا القسم من كتابه، عن عائلته، أنّ السلطان الأشرف شعبان، فى شهر جمادى الأولى سنة ٧٦٨ (١٣٦٧)، قد أخلع على الأمير عزّ الدين أزدمر العمرى أبو دقن، وقرّره فى إمرة السلاح؛ وقد ولى أزدمر هذا إمرة السلاح مرّتين، كانت المرّة الأولى فى دولة السلطان الناصر حسن؛ وأزدمر هذا كان جدّ والد المؤلّف ابن إياس (انظر هنا فيما يلى ص ٥٨)؛ ثم يقول فى ص ٧٣ إنّ أزدمر جدّ والده كان منفيّا بالصبيبة، وعاد إلى القاهرة بطلب من السلطان شعبان فى شهر ربيع الآخر سنة ٧٦٩ (١٣٦٧)، فأنعم عليه السلطان بتقدمة ألف، غير أنّه توفّى بعد مدّة يسيرة، فى نفس الشهر، ودفن بالقرافة الصغرى، بالقرب من زاوية الشيخ أبى العبّاس البصير، وأزدمر هذا هو الذى أنشأ خان سراقب بالقرب من حلب. وفى ص ٧٨ فى وفيات سنة ٧٦٩ يذكر ابن إياس جدّ والده مرة أخرى ويقول إنّه ولى إمرة السلاح مرّتين، وولى نيابة حلب، ونيابة طرابلس، ونيابة صفد، وغير ذلك من النيابات.