للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكونها فيما يقال تنتمى … إلى المسيح السيد ابن مريم

يحيى بإذن الله ميّت اللحد

وكانت ملوك الفرنج تتغالى فى ثمنه، ولهم فيه اعتقاد عظيم، ولا يتمّ التنصّر عندهم إلا بدهن البلسان، يضعون منه شيئا فى ماء المعمودية، وينغمسون فيه.

وكان يشترى بثقله ذهبا، وكان من محاسن مصر، ولكن انقطع وجوده من مصر فى مبتدأ قرن التسعمائة، ثم بطل مع جملة ما بطل من مصر، ولكن نتج من بعد ذلك على يد السلطان الغورى، وعاد كما كان أولا، بعد مدّة طويلة.

نكتة لطيفة: قال أبو شامة: إنّ الملك الكامل محمد، استأذن أباه الملك العادل أن يزرع فى بستانه شيئا من البلسان، فأذن له فى ذلك، فنقل منه فى بستانه، فلم ينتج عنده (١)، فقيل له: إنما [لا] (٢) ينتج إلا (٣) إذا سقى من ماء البئر التى هناك، فعمل مجراة من المطرية إلى بستانه بسواقى، حتى تسقى البلسان، فلم ينتج، وقد عيل صبره فى ذلك، فقيل له السرّ فى تلك البقعة لا ينتقل إلى غيرها، ولو كان البلسان ينتج فى غير أرض المطرية، لكان أول من نقله ملوك الفرنج إلى بلادها.

ومن فضائل مصر أنّ بها سجن يوسف، ، فى نواحى الجيزة، وكان الوحى ينزل عليه هناك، وصار الآن مسجدا، يعرف بمسجد موسى؛ وكان فى قديم الزمان، إلى أيام الحاكم بأمر الله، تخرج جماعة من أهل مصر بسبب زيارة هذا المكان، ويقيمون هناك ثلاثة أيام، فى وقت معلوم من السنة، وتنفق هناك أموال جزيلة فى المأكل والمشرب وغير ذلك.

قيل إنّ كافور الإخشيدى سأل أهل مصر، عن موضع معروف بإجابة الدعاء فيه، فقالوا له: سطح سجن يوسف . قال القضاعى: هو فى بوصير، من أعمال الجيزة؛ وأجمع أهل مصر على صحّة هذا المكان، أنّه كان سجن يوسف، .

وبها مسجد يعقوب، ، فى مدينة الفيوم؛ ومسجد أيضا، قيل: هو


(١) عنده: عنه.
(٢) [لا]: تنقص فى الأصل.
(٣) إلا: إلى.