للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأستادار، والأمير سنقر الكافرى، والأمير أيدمر الشمسى المعروف بالقشاش، والأمير آقوش، حاجب الحجّاب، والأمير أيدمر المعروف بالرفا، والأمير أيدمر، نقيب الجيوش، والأمير علاء الدين بن التركمانى، والأمير على بن ساخل، والأمير بهادر (١) الدكاجكى، وغير هؤلاء من أمراء دمشق، وطرابلس، وصفد، وحماة، وغزّة، وقتل من المماليك السلطانية نحو ألف وخمسمائة مملوك (٢)، هذا خارجا عما (٣) قتل من العربان والعشير والغلمان وغير ذلك.

فلما حال بينهما الليل، التجأ عسكر غازان إلى جبل هناك، وبات يوقد النيران، وبات عسكر السلطان ضاربا عليهم يزكا.

فلما لاح الصباح من يوم الأحد خامس رمضان تقلّق عسكر غازان من المحاصرة، وهلك من العطش والجوع، فصار يستحّب من الجبل إلى الأودية، فتتّبعوهم مماليك السلطان، وحملوا عليهم بالسيوف، فصيّروهم كالرمم فى الأرض، وأسر منهم ماشاء، والذى سلم منهم هلك فى الطرقات من الجوع والعطش والمشى (٤)، وقال القائل:

مشوا متسابقى الأعضاء فيهم … لأرجلهم بأرؤسهم عثار

إذا فاتوا السيوف تناولتهم … بأسياف من العطش القفار

فلما حصلت هذه النصرة للملك الناصر، أرسل ببشارة هذه النصرة إلى القاهرة الأمير بكتوت الفتاح، ففرح الناس بذلك.

ثم إنّ السلطان توجّه إلى الديار المصرية، فدخلها فى ثالث عشرين شوّال، وكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما مشهودا، وزيّنت له زينة حفلة، وحملت على رأسه القبّة والطير، وفرشت له الشقق الحرير تحت حافر فرسه، ودخل من باب النصر، وشقّ القاهرة فى موكب عظيم، وقدّامه القضاة الأربعة والخليفة، وضجّ له الناس بالدعاء.


(١) بهادر: بهارد.
(٢) مملوك: مملوكا.
(٣) عما: عنما.
(٤) والمشى: المشى.