فى دولة الأشرف جان بلاط، وخرج صحبة العسكر إلى الشام بسبب قتال قصروه نائب الشام، فلما تسلطن العادل طومان باى هناك سجن خاير بك فى قلعة الشام، فلما حضر العادل إلى مصر أرسل بالإفراج عنه، فلما حضر أنعم عليه بتقدمة ألف كما كان، فلما تسلطن الأشرف الغورى جعله حاجب الحجاب، واستمرّ على ذلك حتى توفى أخوه قانصوه المحمدى البرجى نائب الشام، فنقل السلطان الأمير سيباى من نيابة حلب إلى نيابة الشام عوضا عن قانصوه البرجى، وأخلع على الأمير خاير بك وقرّره فى نيابة حلب عوضا عن سيباى، وذلك فى سنة عشر وتسعمائة.
واستمرّ على ذلك حتى تحرّك الخوندكار سليم شاه بن عثمان على السلطان الغورى وانكسر، وكان خاير بك نائب حلب سببا لكسرة الغورى، فلما ملك سليم شاه الديار المصرية وجرى منه ما جرى، فلما أراد التوجّه إلى بلاده أخلع [على] يونس باشاه وقرّره نائبا على مصر، ثم بدا له أن يقرّر خاير بك نائب حلب على نيابة مصر عوضا عن يونس باشاه، فأخلع عليه فى يوم الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ودفع إليه خاتم الملك، فاستمرّ على نيابته بمصر إلى أن مات فى يوم الأحد رابع عشر ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، فكانت مدة نيابته على مصر خمس سنين وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما، بما فيه من مدّة توعكه وانقطاعه عن المحاكمات، انتهى ذلك.
وأما ما عدّ من مساوئه فإنه كان جبارا عنيدا عسوفا سفاكا للدماء، قتل فى مدّة ولايته على مصر ما لا يحصى من الخلايق، وشنق رجلا على عود خيار شنبر أخذه من جنينة، وشنق ووسّط وخوزق من الناس جماعة كثيرة، واقترح لهم أشياء فى عذابهم، فكان يخوزقهم من أضلاعهم ويسميه شكّ الباذنجان (١)، فقتل بمصر وحلب فوق العشرة آلاف إنسان، وغالبهم راح ظلما. ومنها أنه أتلف معاملة الديار المصرية من الذهب والفضة والفلوس الجدد، وسلّط إبراهيم اليهودى معلّم دار الضرب على أخذ أموال المسلمين. ومنها أنه قرّب شخصا من النصارى يقال له الشيخ يونس، وجعله