للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحشيش والنبيذ والطبطاب … ما يجيه الفقر من طاق ولا من باب

قوموا نسّبّب نبيع لنا أمزار … ضجّت الناس لما رأوا ذى الحرق

والمغارم وما حدث فى الفسق

واستباحوا النكاح بهذا اليسق … وفسد حالهم وزاد الحنق

قالوا: ما نقدر نطيق هذا العار … سادس العشر شهر ذى الحجّه

عام سبعه عشرين جرت ضجّه

ثانى عشرينه حصل وهجه … للشهود والقضاة بلا حجّه

ينصر الله الدين على الكفّار

وهذه القطعة الزجل مطوّلة وهذا ما وقع عليه اختيارى منها. - ومن الحوادث ما وقع فى أواخر هذا الشهر، وهو فى يوم الأحد سابع عشره، أخلع ملك الأمراء على شخص يسمّى جمال الدين يوسف بن أبى الفرج، ويعرف بابن الجاكية، وهو ابن محمد الذى كان نقيب الجيش من أولاد ابن أبى الفرج، واستقرّ به فى وظيفة تسمّى مفتّش الرزق، فلما قرّر فى هذه الوظيفة أخذ حذره منه سائر أعيان الناس، ودخلت رأسهم منه الجراب. فلما استقرّ نادى له ملك الأمراء عن لسانه حسبما رسم ملك الأمراء بأن لا أحد من الناس يحتمى على الأمير جمال الدين يوسف بن أبى الفرج ولا يعارضه، وأنه مسموع الكلمة وافر الحرمة. فلما جرى ذلك طغى يوسف ابن أبى الفرج وتجبّر، وصار على بابه الجمّ الغفير من الرسل والبرددارية، وصار يطلب أعيان الناس من رجال ونساء بالرسل الغلاظ الشداد، فإذا حضروا إلى بابه ومعهم مكاتيبهم (١) ومربّعاتهم، فإذا قرأها يبخش (٢) لهم فيها بخش ويقول لهم: اورونى أصول ذلك وأصول أصول لهم، فإذا عجزوا (٣) عن ذلك يرسلهم إلى بيت القاضى الحنفى ويشهد عليهم أن لا حقّ لهم فى هذه المكاتيب ولا استحقاق، ويأخذ منهم ما معهم من المكاتيب والمربّعات ويمضوا خائبين، فيطلع بالمكاتيب والمربّعات إلى ملك


(١) مكاتيبهم: مكاتبهم.
(٢) يبخش … بخش: كذا فى الأصل.
(٣) عجزوا: عززوا.