الشرقية بسبب فساد العربان وعصيان بيبرس بن بقر، فلما رحلوا العربان وتوجّه بيبرس بن بقر إلى الطور رجع الأمير قايتباى إلى القاهرة. وحضر القاضى بركات بن موسى المحتسب صحبته، فإنه كان توجّه إلى الشرقية أيضا.
وفيه توجّه ملك الأمراء إلى نحو الجزيرة الوسطى، وسبب ذلك أن الأمير تنم، الناظر على وقف الدشيشة، صنع هناك مركبا عظيمة بسبب حمل مغلّ الدشيشة، فكان طولها مائة ذراع وعشرين ذراعا، وبها فرن وطاحون وصهريج للماء الحلو ومقعد ومبيت واسطبل للخيل، فعرضها على ملك الأمراء، ثم فكّك أخشابها وأرسلها على ظهور الجمال إلى الطور، ومن هناك يرسلها فى البحر الملح. فلما نزل إليه ملك الأمراء مدّ له مدّة حافلة، وأقام عنده ملك الأمراء إلى قريب الظهر، ثم عاد إلى القلعة.
وفيه قدمت الأخبار من دمشق بأن جماعة من عربان دمشق ثاروا على نائب الشام الأمير إياس بك، فلما خرج إليهم واتّقع معهم انكسر منهم وجرح وردّ إلى الشام وهو مكسور من العرب، وقتل من عساكر الشام ما لا يحصى، ومن عربان جبل نابلس، وكانت فتنة مهولة بدمشق. - وفيه نزل ملك الأمراء من القلعة وتوجّه إلى تربة العادل، ثم دخل من باب النصر وشقّ من القاهرة فى موكب حافل، والأمير نصوح بك صحبته، فلما شقّ من القاهرة ارتفعت له الأصوات بالدعاء من الأعوام.
وفى شهر شعبان كان مستهلّة يوم الجمعة، فطلع القضاة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفيه قدمت الأخبار من إسطنبول بأن طائفة من طوائف الفرنج يقال لها الأنكرش، قد تحالفوا مع سبعة من ملوك الفرنج على قتال السلطان سليمان بن عثمان. فلما تحقّق ذلك جمع العساكر من كبير وصغير وخرج من إسطنبول وتوجّه إلى قتالهم فى الجمّ الغفير من العساكر والفرسان. - وفيه تغيّر خاطر ملك الأمراء على شخص من الأتراك يقال له جان قلج، فسجنه بالعرقانة ووعده بالتوسيط، وكان سبب ذلك أنه كان ساكنا فى بيت شخص من