للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على مملكة الروم فى حياة والده بأشهر، فإن والده أقام مريضا ملازما للفراش مدة طويلة، فيقال إنه عجّل على أبيه وقتله لأجل الملك، ثم إنه خنق أخاه قرقد، وقتل أخاه أحمد، وظن أن الوقت قد صفا له فتلاعبت به الدنيا كما تلاعبت بغيره من الملوك، ودهاه الموت الذى لا يدفع بقوة ولا حيلة، وقد صار فى رمسه رهين الذنوب لا يعلم هو فى نعيم أو عذاب. وقد رثيته بهذه الأبيات وهو قولى:

لابن عثمان قصّة فاسمعوها … واعجبوا من صنع ربّ تعالى

ملك الشام للفراة وأضحى … فاتكا فى الأنام روحا ومالا

وأراد الخلود فى ملك مصر … قلت هيهات رمت هذا محالا

طردته عنّا سهام الدياجى … بدعاء فيها يفوق النبالا

بعد ما جار فى الأنام بقتل … من جيوش تدكّ منه الجبالا

منذ جاروا وبالغوا فى أذاهم … فسألنا الإله يكشف حالا

فاستجاب الدعا ومنّ علينا … بانفراج الهموم جلّ تعالى

وأتتنا أخباره بزوال … صيّرت رشده حقيقا ضلالا

كم ملوك أذلّها بعد عزّ … وسطا فيهم وأفنى الرجالا

لهف قلبى على ملوك تفاتوا … من سطى سيفه وطال استطالا

ذلّت الروم عند ما قد دهاهم … موت أستاذهم وشاعوا المقالا

زال عنا بموته بجمرة دون حرب … وكفى الله المؤمنين القتالا

وفى ذلك اليوم أشيع بموت ابن ملك الأمراء الذى كان مقيما بإسطنبول، وكان رهينا عند ابن عثمان من حين استولى أبوه على نيابة السلطنة بمصر. - فلما تحقّق ملك الأمراء موت السلطان سليم شاه أظهر الحزن والأسف، وشقّ أثوابه ولبس السواد، وكذلك الأمير قرا موسى وخير الدين نائب القلعة وفرحات وسائر الأمراء العثمانية لبسوا السواد، حتى الأمير قايتباى الدوادار لبس السواد ووضع على رأسه شدّا أزرق وأظهر الحزن.

ثم فى يوم الخميس عشرينه رسم ملك الأمراء بأن أربعة مشاعلية تنادى فى القاهرة،