للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرسا، وفيهم بغلة قيل مشتراها خمسمائة دينار، ومن القماش الحرير والتفاصيل السكندرى أشياء كثيرة، ومن الشاشات الماءينى أشياء كثيرة فيهم من طوله مائة وعشرون ذراعا، وأرسل إليه ملك الأمراء من جملة هذه التقدمة خمسمائة قنطار سكر معمولة (١) بمسك، ومن الأشربة والمربيات أشياء كثيرة، وأرسل إليه من الفصوص والمعادن واللؤلؤ أشياء كثيرة، ومن الصينى اللازورد والشفاف أشياء كثيرة، وغير ذلك من التحف الغريبة أشياء كثيرة مما (٢) يهدى للملوك مثلها.

وفيه قدمت الأخبار من تونس ببلاد الغرب بأن قد وقع بها فتنة عظيمة بين صاحب تونس وبين الشيخ محمد بن تليس صاحب تقرت، فكان بينهما وقعة مهولة فى أوائل صفر، وقتل فى هذه المعركة نحو أربعين ألف إنسان، وآخر الأمر انتصر السلطان حسن بن محمد صاحب تونس على ابن تليس وغنم منه غنائم جزيلة ما بين مال وقماش وسلاح وخيول وجمال وغير ذلك. - وفيه نزل ملك الأمراء إلى بولاق وأقام بها إلى قريب الظهر، فأحضر إليه القاضى بركات بن موسى المحتسب هناك مدّة حافلة، بين خرفان شوى وقدور هريسة ومأمونية وفاكهة وحلوى وغير ذلك. ثم إن ملك الأمراء عرض المراكب الأغربة التى أنشأها ولعبوا قدّامه فى البحر، وانشرح فى ذلك اليوم إلى الغاية، ونصب له سحابة فى الجزيرة التى (٣) تجاه إنبابة، وكان يوما مشهودا.

وفى يوم الاثنين حادى عشرينه كان عيد النصارى، وهو أول يوم فى الخماسين وكانت خماسينا مباركة لم يظهر فيها الطاعون بمصر ولا فى غيرها من الثغور -. وفيه توفى شرف الدين الجوينى الذى كان مباشر ديوان الأمير أزدمر الدوادار، وباشر أيضا ديوان الأمير كسباى المحتسب، وكان لا بأس به. - وفيه وقع من الحوادث الشنيعة أن امرأة مسلمة كبست مع شخص يهودى، فلما شاع أمرهما قبض على اليهودى وعلى الامرأة وعلى المكارى الذى أركب الامرأة، وقبض على شخص إسكافى الذى كان واسطة بين اليهودى وبين الامرأه، فلما رفع أمرهم إلى ملك


(١) معمولة: معمولا.
(٢) مما: ما.
(٣) التى: الذى.