للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتمّ له ذلك. ثم [إن] ملك الأمراء فى عقيب ذلك أرسل بالقبض على أينال السيفى طراباى كاشف الغربية وأحضره فى الترسيم، واستمرّ على ذلك إلى الآن لم يخلص من الترسيم.

وفى أواخر هذا الشهر قدمت الأخبار من مكّة بوفاة ابنة العلاى على بن خاص بك، وهى أخت خوند زوجة الأشرف قايتباى، وكانت رئيسة حشمة فى سعة من المال، وقد تزوّجت بعدّة أمراء مقدمين (١) ألوف، وهى حماة الأشرف طومان باى،


= الحمد لله؛ ولما توفيت ابنة العلاى على بن خاص بك، رثاها الأديب ناصر الدين محمد بن قانصوه من صادق بهذه الأبيات البديعة، وهو قوله:
أيا قلب مت حزنا فقد عظم الخطب … فلا خير فى قلب إلى الموت لا يصبو
أبعد خوند لى حياة أريدها … وموت خوند فى الفؤاد له كرب
يؤجج نارا بالفراق عظيمة … يكاد عليها يلتقى الشرق والغرب
ألا فى سبيل الله ما الموت طالب … أما قد كفاه الحرق والنهب والصلب
أيا مهجتى ذوبى ويا حرقتى اذر فى … غيوث عيون من بكاها لها سحب
ويا شرفاء الأصل يا رؤساءنا … ومن فى حجور الملك مذ ولدوا ربوا
توفت خوند الخصبكية فاندبوا … بحق لها منكم ومثلكم الندب
لقد هدمت ركنا من المجد شامخا … ذراه إلى أعلا النجوم له قرب
ومثل الذى هدت بنت وثوت به … ملبية والترب من فوقها تربوا
ملبية ربا دعاها لقربه … تعالى الذى ما للورى غيره رب
دعاها ليحبوها نعيما مؤبدا … عقيب الذى كانا به من كذا يحبو
أرى الله منها الروح للروح مسربا … روى مشربا ريحانه أرج رطب
وصير قبرا ضمها خير روضة … إلى جنة الفردوس منها لها سرب
وأيضا خوندا أختها وأباهما … وأمهما مع أهلهم وكذا الصحب
وأبقى خوندا ربة الملك بنتها … بقاء عزيزا ليس يعقبه نكب
وألبسها ثوبا من الصبر مسبلا … فأبقاها للخلق إن جدبوا خصب
بجاه الذى للعرش من فرشه ارتقى … وأذهب ليل الكفر من يده العضب
أيا مصطفى من قانصوه له أب … سميك لاحظه إذا كرب القلب
عليك صلاة الله ما خشع الحشى … وما ذرفت عين ورف لها هدب
وما قال محروق على فقد ألفه … أيا قلب مت حزنا فقد عظم الخطب
تمت المرثية بعون الله تعالى وتوفيقه.
(١) مقدمين ألوف: كذا فى الأصل.