للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الأحد سابع المحرم قدمت الأخبار من قطيا بأن والى قطيا، وهو شخص من الأتراك يقال له قان بردى، وأصله من مماليك الظاهر قانصوه، وقيل من مماليك السلطان الغورى، فأرسل إليه ملك الأمراء أنكشاريين يطالبونه بمتحصّل مال قطيا، فلم يعطهم شيئا، فأغلظوا عليه فى القول، وقالوا له: نأخذك معنا فى الحديد إلى ملك الأمراء. فبطحهما إلى الأرض وضربهما بالمقارع حتى أشرفا على الموت، وقيل مات أحدهما من الضرب، وقال لهما: امضوا إلى أستاذكما وقولوا له إيش ما طلع من يدك افعله. فحضر أحدهما وأخبر ملك الأمراء بذلك. فلما مضى من قطيا أخذ والى قطيا ماله وغلمانه وتوجّه إلى عند جان بردى الغزالى نائب الشام، وكان الغزالى فى غزة بسبب ملاقاة الحاج، وقيل كان عند والى قطيا جماعة كثيرة من المماليك الجراكسة، فلما توجّه إلى الغزالى توجّهوا معه إليه. فلما بلغ ملك الأمراء ذلك أخلع على شخص من الأتراك وقرّره فى ولاية قطيا عوضا عن قان بردى، بحكم غيبته عن قطيا كما تقدم.

وفى يوم الأربعاء سابع عشره ركب عبد العظيم الصيرفى نائب المحتسب ونادى فى القاهرة، بأن أرباب الدكاكين من السوقة يبيّضون دكاكينهم ويزخرفونها بالدهان، ويبيّضون آلات النحاس التى (١) عندهم فى الدكاكين، لأجل مجئ القاضى بركات بن موسى المحتسب من الحجاز.

وفى يوم الأربعاء المقدّم ذكره وقعت حادثة مهولة، وهو أن ملك الأمراء نزل من القلعة وتوجّه إلى نحو بركة الحبش وعزم على وردبش (٢) دوادار نائب الشام (٣) الذى حضر مع التقدمة، فصنع له هناك مدّة حفلة ونصب له ملك الأمراء هناك سحابة، وحضر عنده الأمير قايتباى الدوادار وجماعة من الأمراء الجراكسة، وحضر جماعة من الأمراء العثمانية منهم سنان باشاه وفايق بك وغير ذلك من العثمانية، وحضر الأمير كمشبغا والى القاهرة وجماعة من المماليك الجراكسة، فلما انقضى أمر المدّة أحضر ملك الأمراء سفرة الشراب، فلما دارت الكاسات عليهم وطلع


(١) التى: الذى.
(٢) وردبش: وردفش.
(٣) نائب الشام: سيباى نائب الشام.