للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزلوا بها إلى أن يرحلوا منها. - وفى هذه الأيام تزايد القال والقيل بين الناس بوقوع فتنة كبيرة.

وفى يوم الثلاثاء خامس صفر فيه أخلع ملك الأمراء خاير بك على شيخ العرب الأمير أحمد بن بقر، وقرّره فى مشيخة جهات الشرقية عوضا عن ابنه عبد الدايم وقد أظهر عبد الدايم العصيان ونهب منية غمر وأحرقها وآخرين من البلاد بالشرقية ووقع الاضطراب بها، وطفشت العربان فى البلاد بالفساد والنهب، وحصل منهم الضرر الشامل، وصار عبد الدايم رأس كل فتنة فى كل دولة، وقد تقدم القول على ذلك. - وفى يوم السبت تاسعه قويت الإشاعات بعصيان عبد الدايم، وأن قد التفّ عليه عربان كثيرة من الشرقية والغربية، وطرد أباه الأمير أحمد من الشرقية، واضطربت أحوال الشرقية إلى الغاية.

وأشيع فى البلاد أن مصر ما بقى فيها أحد من عساكر ابن عثمان، فلما بلغ ذلك ملك الأمراء خاير بك رسم لخير الدين نائب القلعة، وجماعة من الأمراء العثمانية، بأن يشقّوا من القاهرة ومعهم من الأنكشارية الذين (١) تأخّروا بمصر، فنزل من القلعة وقدّامه من الأنكشارية نحو ثلاثمائة إنسان، وهم مشاة وبأيديهم مكاحل، فشقّ من الصليبة، وتوجّه من بين الصورين، وطلع من على سوق مرجوش، وشقّ من القاهرة فرجّت له فى ذلك اليوم، ثم عاد إلى القلعة.

وفيه (٢) أشيع أن ملك الأمراء خاير بك أخذ فى أسباب تحصين القلعة، وسدّ منها عدّة أبواب وأبقى منها الأبواب الكبار على حكمهم، وقصد يسدّ بعض أبواب من القاهرة، وأظهر الخوف والفزع ودخلت رأسه الجراب من عبد الديم بن بقر وكثرة العربان الذى اجتمعت معه، وكثر القال فى ذلك والقيل على روايات مختلفة. - وفيه أشيع أن الريّس سلمان العثمانى، الذى كان فى البرج بالقلعة، وضعه خاير بك فى الحديد وأرسله إلى ابن عثمان بالشام. وكثرت الحوادث فى هذه الأيام جدا. - وفى يوم الاثنين حادى عشره أشيع أن ملك الأمراء خاير بك عيّن الأمير قايتباى الدوادار


(١) الذين: الذى.
(٢) وفيه: فيه.