للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك نادى فى القاهرة لتجّار القبو بأنهم لا يبيعون (١) على المماليك الجراكسة شيئا من آلة السلاح، فلما نادى ثانيا بأنهم يبيعون عليهم ما يختارونه من آلة السلاح، فشقّ ذلك على العثمانية ووقفوا لخاير بك فى الحوش وكلّموه وأرادوا معه فتح باب الشرّ، فقالوا له: نحن ما يكفينا هذا القدر الذى رتّبتوه لنا وهو ثلاثة أنصاف فى كل يوم، وكل شئ فى السوق غالى. ثم قالوا له: رتّب لنا جوامك ألفين كل شهر ولحم وعليق وفرّق علينا إقطاعات مثل ما كانت المماليك الجراكسة. وأغلظوا عليه فى القول فقال لهم: أنا سلطان حتى أفرّق عليكم الإفطاعات؟ ارسلوا قولوا لأستاذكم يفرّق عليكم الإقطاعات ويجعل لكم الجوامك واللحوم والعليق. فلما سمعوا ذلك منه سبّوه سبّا قبيحا وهمّوا بقتله، فقام ودخل المبيت مسرعا وأغلق عليه الباب، فوقع فى ذلك اليوم بعض اضطراب بالقلعة، وكادت أن تكون فتنة عظيمة، وثاروا على خير الدين الذى جعله ابن عثمان نائب القلعة، فأغلق أبواب القلعة واختفى. وأشيع أن خاير بك أرسل إلى ابن عثمان ساعيا (٢) يخبره بما وقع من أمر هذه الحركة، وعوّل خاير بك على ردّ الجواب عن ذلك.

وفى يوم الأحد ثامن عشر رمضان نادوا فى القاهرة بأن المماليك الجراكسة الذين (٣) ظهروا يلبسون (٤) الزموط الحمر والملاليط على عادتهم، ولا يتزايوا بزىّ العثمانية، وقد أشيع أن ثم جماعة من المماليك الجراكسة يتزايون (٥) بزىّ العثمانية ويخرجون (٦) إلى الطرقات ويخطفون (٧) البضائع التى تمرّ بهم ويخطفون العمائم فى حجة العثمانية، فنادى لهم خاير بك بأن المماليك الجراكسة يلبسون الزموط والملاليط حتى يمتازوا عن العثمانية، وقد صارت المماليك الجراكسة يلبسون القفطانات والعمائم مثل العثمانية ويخطفون (٧) عمائم الناس ومهما يلوح لهم من البضائع وغيرها.

وفى يوم الاثنين تاسع [عشر] شهر رمضان، فيه خرج الشهابى أحمد بن الجيعان


(١) يبيعون: يبيعوا.
(٢) ساعيا: ساعى.
(٣) الذين: الذى.
(٤) يلبسون: يلبسوا.
(٥) يتزايون: يتزايوا.
(٦) ويخرجون: ويخرجوا.
(٧) ويخطفون: ويخطفوا.