للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من هنا إلى غزّة، فامتنعت السقايين من الخروج فى هذه الأيام وعزّ وجود الماء فضجّت الناس لذلك، فأقاموا على ذلك ثلاثة أيام متوالية.

وفيه خرج الوالى الذى كان ابن عثمان قرّره فى ولاية القاهرة، فخرج وبرّز إلى الريدانية إلى أن يخرج ابن عثمان. - وفيه أشيع أن ابن عثمان أطلق الجماعة الذين (١) كانوا قبضوا عليهم من الأعوام والفلاحين والسوقة الذين كانوا أشيع عنهم بأن يتوجّهوا بهم إلى إسطنبول، وكانوا لما قبضوا عليهم سجنوهم فى عدّة أماكن حتى يكون من أمرهم ما يكون، ثم نادى فى القاهرة بأن لا أحدا يبقى يشوّش على أحد من العوام ولا من الفلاحين، فسكن الاضطراب قليلا وفتحت الدكاكين فى الأسواق وخمدت هذه الحركة، وقيل إن بعض وزراء ابن عثمان شفع عنده فى إطلاق الناس الذين (١) سجنوهم كما تقدم.

وفى يوم الجمعة سابع عشره توجّه السلطان سليم شاه إلى الجامع الأزهر وصلّى به صلاة الجمعة، وتصدّق فى ذلك اليوم بمال له صورة، ثم شقّ من القاهرة فى موكب حفل، وكان ذلك آخر مواكبه بالقاهرة، ثم رجع إلى المكان الذى كان به. - وفى يوم الاثنين حادى عشرينه عرض السلطان سليم شاه كسوة الكعبة الشريفة، وكسوة لضريح النبى ، وكسوة لضريح سيدنا إبراهيم الخليل ، وصنع للمحمل الشريف كسوة (٢)، وقد تناهى فى كسوة الكعبة بخلاف العادة، وتناهى فى زركش البرقع إلى الغاية، وكذلك فى ثوب المحمل وما أبقى فى ذلك ممكنا.

وفيه أطلق ملك الأمراء خاير بك نائب السلطنة جماعة كثيرة من المماليك الجراكسة كانوا فى سجن الديلم، فأطلقهم أجمعين، وكانوا نحو أربعة وخمسين مملوكا، وقد راج أمر المماليك الجراكسة قليلا. - وفى يوم الأربعاء ثانى عشرينه خرج القاضى محب الدين محمود بن أجا كاتب السرّ الشريف وصاحب ديوان الإنشاء، فخرج هو ونساؤه وعياله وصهره الجمالى يوسف بن الطحان، فخرجت النساء فى محاير


(١) الذين. الذى.
(٢) الشريف كسوة: كسوة الشريف.