للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم إلى الريدانية. - وفيه نادى السلطان بأن جميع المغاربة الذين (١) فى مصر والقاهرة يحضرون غدا (٢) للعرض. -[وفى أثناء هذا الشهر أخلع السلطان على الأمير أينال، خازندار الأمير طراباى، أحد الأمراء العشرات، وقرّره فى نيابة دمياط عوضا عن من كان بها] (٣).

وفى يوم الاثنين تاسع عشره جلس السلطان على التكّة بالحوش، وطلع الجمّ الغفير من المغاربة، فلما طلعوا إلى القلعة لم يجتمع عليهم السلطان وأرسل إليهم الأمير شاد بك الأعور، فقال لهم: السلطان يقول لكم عيّنوا منكم ألف إنسان من شجعانكم حتى يخرجوا مع التجريدة. فأرسلوا يقولون (٤) للسلطان: نحن ما لنا عادة نخرج مع العسكر ونحن ما نقاتل إلا الفرنج ما نقاتل مسلمين. وأظهروا التعصب لابن عثمان. فلما عاد الجواب على السلطان بما قالوه المغاربة فعزّ على السلطان ذلك وأرسل يقول لهم: إن لم تخرجوا وتقاتلوا ابن عثمان وإلا المماليك الجلبان يقتلوا كل مغربى فى مصر حتى ما يخلّوا بها مغربى يلوح. فنزلوا من القلعة على غير رضى من السلطان.

وفيه أشيع أن ابن عثمان أرسل كتابا إلى شيخ العرب أحمد بن بقر وهو يقول له فيه: ادخل تحت طاعتنا ولك الأمان ولاقينا من الصالحية وصحبتك ألف أردب شعير.

وأشيع أن عبد الدايم بن أحمد بن بقر الذى كان عاصيا أنه توجّه إلى ابن عثمان لغزّة، والإشاعات فى أخبار ابن عثمان كثيرة. - وفى يوم الاثنين المقدّم ذكره نادى السلطان للعسكر قاطبة من كبير وصغير بأن يعرضوا غدا (٥) فى الريدانية وهم باللبس الكامل من آلة السلاح، ثم إن السلطان نزل إلى الميدان وصلّى صلاة العصر وركب من هناك وتوجّه إلى الريدانية وبات بها فى الوطاق، وهذا أول نزوله من حين ولى السلطنة.

وفى يوم الثلاثاء عشرينه لبس العسكر آلة السلاح وخرج للعرض بالريدانية


(١) الذين: الذى.
(٢) يحضرون غدا: يحضروا أغدا.
(٣) وفى أثناء … كان بها: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش.
(٤) يقولون: يقولوا.
(٥) غدا: أغدا.