للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا له من ملك عدله … قد شاع بين العرب والعجم

وفى يوم الثلاثاء ثامن عشره جلس السلطان على التكة وعرض العسكر بالحوش وكتب منهم نحو ألفى مملوك (١)، وعيّن من الأمراء المقدّمين الذين كانوا بمصر نحو ستة مقدّمين، وعيّن الأمير جان بردى الغزالى باشا على العسكر وقد ترشح أمره بأن يلى نيابة الشام. - وفيه قبض السلطان على المهتار محمد النجولى وعلى أخيه على مهتار الطشتخاناه (٢) كان بخدمة السلطان الغورى، وقبض على جمال الدين الألواحى بواب الدهيشة. وهذا كان أول حكم السلطان طومان باى، وسبب ذلك أن السلطان لما تسلطن عرض الخزائن فوجدها فارغة ليس بها درهم ولا دينار، وكان محمد المهتار وجمال الدين البواب من حين توفى الأمير خاير بك الخازندار جعلهما السلطان الغورى متحدّثين فى أمر الخزائن الشريفة وصارا يتصرّفان فيها بما يختاران (٣)، فطاش جمال الدين البواب ومحمد المهتار وركبا فى غير سروجهما وما كانا يظنان (٤) أن السلطان الغورى يموت فى هذا الزمان، فكان ذلك من أكبر أسباب الفساد فى حقّهما، كما يقال فى المعنى:

أمور تضحك السفهاء منها … ويبكى من عواقبها اللبيب

وفى يوم الخميس عشرين شهر رمضان عمل السلطان الموكب بالشاش والقماش، وجلس على التكة بالحوش، وأخلع على من يذكر من الأمراء وهم: المقرّ السيفى سودون الشهابى الشهير بالدوادارى فقرّر أتابك العساكر عوضا عن سودون العجمى بحكم قتله فى وقعة ابن عثمان، وأخلع على المقرّ السيفى جان بردى الغزالى وقرّر فى نيابة الشام عوضا عن سيباى من بختجا بحكم قتله فى وقعة ابن عثمان، وأخلع على المقر السيفى أركماس من طراباى وقرّر فى أمرية السلاح على عادته، وأخلع على المقر السيفى يخشباى من عبد الكريم، قيل من قانم، وقرّر أمير مجلس عوضا عن أركماس بحكم انتقاله إلى أمرية السلاح، وأخلع على المقرّ السيفى أنصباى من مصطفى وقرّر أمير


(١) ألفى مملوك: ألفين مملوك.
(٢) الطشتخاناه: الطسخاناه.
(٣) يختاران: يختارا.
(٤) يظنان: يظنا.