للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سورا (١) وأبراجا لحفظ الثغر. وجدّد عمارة أبراج الإسكندرية. وأصلح طريق العقبة، ودوّار حقف، وأنشأ هناك خانا بأبراج على بابه، وجعل فيه الحواصل لأجل ودائع الحجاج، وأنشأ فى الأزنم أيضا خانا وجعل فيه الحواصل مثل الخان الذى فى العقبة، وحفر هناك الآبار فى عدّة مواضع من مناهل الحجاج. وأنشأ بمكة المشرفة مدرسة ورباطا للمجاورين والمنقطعين هناك، وأجرى عين بازان بعد ما كانت قد انقطعت من سنين. وأنشأ بجدّة سورا (١) على ساحل البحر الملح وفيه عدّة أبراج بسبب حفظ بندر جدّة من الفرنج، وجاء هذا السور (٢) من أحسن المبانى هناك. وأنشأ على شاطئ البحر الملح بالينبع الصغير سورا وأبراجا منيعة. وله غير ذلك من الآثار الحسنة عدّة مبان (٣) بها نفع للمسلمين. - وفى الجملة إن السلطان الغورى كان خيار ملوك الجراكسة على عوج فيه، ولم يجئ من بعده أحد من الملوك يشابهه فى أفعاله ولا علوّ همته ولا عزمه فى الأمور، وكان كفئا تاما للسلطنة، مبجلا فى المواكب تملأ منه العيون.

وأما من توفى فى أيامه من أعيان العلماء ومشايخ الإسلام وقضاة القضاة فمن ذلك:

توفى الشيخ بدر الدين بن عبد الرحمن الديرى رحمة الله عليه، وكان من أعيان علماء الحنفية مفتيا مدرسا أصيلا عريقا، ولى مشيخة الجامع المؤيدى وكان من خيار أبناء الديرى. وتوفى الشيخ شهاب الدين خليفة سيدى أحمد بن الرفاعى رحمة الله عليه، وكان من أعيان مشايخ الحقيقة. وجاءت الأخبار بوفاة قاضى القضاة الحنبلى بهاى الدين بن قدامة، توفى بدمشق، وولى قضاء الحنابلة بمصر والشام. وتوفى الحافظ العلامة جلال الدين عبد الرحمن الأسيوطى، وكان من أعيان علماء الشافعية، بلغت مصنفاته ستمائة تأليف، وكان بارعا فى علم الحديث، توفى فى جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة. وتوفى قاضى القضاة المالكى برهان الدين الدميرى سنة ثلاث عشرة وتسعمائة. وتوفى الشيخ ناصر الدين محمد بن جرباش، وكان من أعيان علماء الحنفية.

وتوفى الشيخ علاى الدين الملة العجمى الشافعى، شيخ تربة جانى بك نائب جدّة، وكان


(١) (١، ٦) سورا: صورا.
(٢) السور: الصور.
(٣) مبان: مبانى.