للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الجمعة سابعه صلّى الأمير الدوادار صلاة الجمعة وخرج إلى ملاقاة الأمراء المقدّمين الذين (١) حضروا من الشام وقد بلغه وصولهم إلى بلبيس، فدخل القاضى كاتب السر محمود بن أجا وهو فى محفّة، وصحبته الشهابى أحمد بن الجيعان، ودخل الأمير أركماس أمير سلاح وهو عليل فى محفّة، ودخل الأمير أنصباى حاجب الحجّاب، والأمير تمر الزردكاش، والأمير علان الدوادار الثانى، وآخرون من الأمراء. ثم دخل بقية العسكر وهم فى أسوأ (٢) حال من العرى والجوع والضعف، وجميع الأمراء والعسكر دخلوا وأطواقهم مفكّكة وأظهروا الحزن على السلطان، وصار الأمراء والعسكر يدخلون شيئا بعد شئ. - وفى يوم الخميس ثالث عشره دخل الأمير سودون الدوادارى رأس نوبة النوب، والأمير قانصوه كرت، والأمير جان بردى الغزالى الذى كان نائب حماة، ودخل المقرّ الناصرى (٣) محمد نجل السلطان الغورى، والأمير أبرك الأشرفى، والأمير تانى بك الخازندار، والأمير كرتباى، والأمير جان بلاط الموتر (٤). فلما تكامل دخول الأمراء سلّم عليهم الأمير الدوادار ورجع إلى داره.

ودخل صحبة الأمراء قانصوه الأشرفى الذى كان نائب قلعة حلب وسلّم القلعة بما فيها من الأموال والسلاح والقماش والكنابيش الزركش والسروج الذهب وغير ذلك من التحف، فتسلّمها ابن عثمان من غير أن يحاصر القلعة، فسلّمها قانصوه هذا بالأمان من غير قتال ولا محاصرة مع أن قلعة حلب حصينة مانعة، فلما قابل الأمير الدوادار وبّخه بالكلام ورسم بسجنه فى البرج الذى بالقلعة واستوعده بكل سوء.

فلما دخل الأمراء إلى القاهرة اجتمع رأى الجميع على سلطنة الأمير طومان باى الدوادار وترشح أمره أن يلى السلطنة، فصار يمتنع من ذلك غاية الامتناع والأمراء كلهم يقولون له: ما عندنا نسلطن إلا أنت طوعا أو كرها. ثم إن الأمير الدوادار ركب وصحبته جماعة من الأمراء المقدّمين منهم الأمير علان والأمير أنصباى حاجب الحجاب والأمير تمر والأمير طقطباى نائب القلعة وآخرون من الأمراء، وتوجّهوا إلى عند


(١) الذين: الذى. //وصولهم: وصلولهم.
(٢) أسوأ: أسوء.
(٣) الناصرى: الناصر.
(٤) الموتر: الموثر.