للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأجبان وسائر البضائع، وكلّ ذلك من خوفه من المماليك الجلبان.

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد من عند ابن سوار الذى تعصّب له ابن عثمان عوضا عن علىّ دولات، فأحضر صحبته تقدمة فشرويّة للسلطان وجودها وعدمها سواء (١)، وهى خمسة عشر جملا بخاتيا وثمانية أكاديش وستة أبغال من غير زيادة على ذلك، وأرسل يترقّق للسلطان فى مطالعته، فاستشار السلطان الأمراء بأن يقبل منه تلك التقدمة أم يردّها عليه، فأقامت الأمراء عند السلطان إلى قريب الظهر، ولم يعلم ما وقع الاتّفاق عليه فى ذلك اليوم. - وفيه خرج الأمير طومان باى الدوادار وصحبته الأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدمين، فتوجها إلى جهة الفيوم ليكشفا على الجسر الذى هناك، وقد قيل إنه لما كان النيل عاليا فى هذه السنة انقلب، وكان السلطان قبل وقوع فتنة المماليك المقدم ذكرها قصد أن يسافر إلى هناك بنفسه ويكشف عن أمر هذا الجسر فما تمّ له ذلك، فرسم إلى الأمير الدوادار بأن يتوجه إلى هناك ويكشف عن أمر هذا الجسر. - وفيه نادى السلطان للعسكر بأن يطلعوا إلى القلعة بسبب اللحوم المنكسرة لهم، فطلع الجمّ الغفير من العسكر، فالذى معه وصول باللحم المكسور نزّلوه قدامهم، والذى ما معه وصول قالوا له: حتى نكشف لك من الدفتر، وكان أكثر المماليك ما معه وصول باللحم المنكسر، وقد تجمّد للعسكر من اللحوم المكسورة فى ديوان الوزارة فوق الأربعين ألف دينار، فثقل أمر هذا على السلطان جدّا. - وفيه نادى السلطان بأن الوزير يوسف البدرى يظهر وعليه أمان الله تعالى، وكان مختفيا من حين استوعدته المماليك الجلبان بالقتل، فظهر فى يوم الثلاثاء تاسعه، فلما قابل السلطان أخلع عليه كاملية بسمّور (٢) ونزل إلى داره.

وفى يوم السبت ثالث عشره رسم السلطان بتوسيط خمسة أنفار من المنسر الذى شاع أمره فى القاهرة، وقد قبض عليهم شيخ العرب ابن أبى الشوارب، فرسم السلطان بتوسيطهم فى ذلك اليوم، وكان فيهم شخص يسمى أبو عزراييل وهو


(١) سواء: سوى.
(٢) بسمور: بصمور.